وسط مطالبات بالعدالة.. "جيجي" ضحية جديدة للعنف ضد النساء في الجزائر
وسط مطالبات بالعدالة.. "جيجي" ضحية جديدة للعنف ضد النساء في الجزائر
تصاعدت في السنوات الأخيرة جرائم قتل النساء في الجزائر، وسط تقارير حقوقية تدق ناقوس الخطر بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي، في وقت يتزايد فيه الغضب الشعبي على خلفية مقتل امرأة خمسينية تُعرف باسم "جيجي"، وُجدت جثتها مشوهة قرب شاطئ برج الكيفان شرقي العاصمة.
استفاق سكان برج الكيفان على خبر مقتل "جيجي"، المرأة التي كانت رغم هشاشة ظروفها النفسية والعقلية معروفة بابتسامتها وتفاعلها مع الناس في شوارع المدينة، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم السبت.
ووفق شهادات محلية وتقارير إعلامية، تعرضت للاغتصاب ثم الذبح قبل أن تُحرق وهي لا تزال على قيد الحياة، في جريمة بشعة أثارت موجة غضب وصدمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أرقام صادمة عن العنف
تشير التقارير الحقوقية إلى مسار مقلق، فحسب مجموعة "لا لقتل النساء – الجزائر"، سُجلت 315 جريمة قتل نساء ما بين 2019 و2024.
وفي عام 2024 وحده، أُحصيت 48 جريمة، بعد 39 جريمة في 2023، و41 جريمة في 2022. وتُظهر الأرقام أن حوالي 70% من هذه الجرائم ارتكبها أحد أفراد العائلة، ما يسلط الضوء على تفشي العنف الأسري بوصفه أحد أخطر أشكال الانتهاكات.
رحيل "جيجي" تجاوز كونه مجرد حادثة جنائية، قصتها تفتح باب التساؤل حول مصير آلاف النساء المهمشات والمطلقات والمُستبعدات اجتماعياً.
حماية النساء وضمان العدالة
هي لم تؤذِ أحداً، لكنها وجدت نفسها ضحية لواقع تتقاطع فيه الهشاشة الاجتماعية مع غياب آليات الحماية الفعّالة.
ويؤكد جيرانها أن حياتها وذكراها يجب أن تتحول إلى دافع لإطلاق نقاش وطني صريح حول حماية النساء وضمان العدالة لضحايا العنف.
"جيجي" لم تكن مجرد امرأة تعيش على هامش المدينة، بل رمز لفئة كاملة تعيش في صمت تحت التهديد.