الأشد في تاريخ بلادهم.. آلاف الإسبان يعيشون بين حرارة قاسية ونيران مشتعلة

الأشد في تاريخ بلادهم.. آلاف الإسبان يعيشون بين حرارة قاسية ونيران مشتعلة
رجال الإطفاء يواجهون الحرائق

لستة عشر يومًا متواصلة، تحولت شوارع مدريد وإشبيلية وفالنسيا إلى ما يشبه الأفران المفتوحة.. كانت الموجة التي اجتاحت البلاد في أغسطس هي الأشد منذ بدء تسجيل البيانات المناخية، بدرجات حرارة تجاوزت المعدلات المعتادة بأكثر من 4,6 درجة مئوية، لتترك خلفها حرائق هائلة، ومئات الوفيات، وذاكرة جماعية مشبعة بالحرارة والخوف.

بحسب تقديرات مركز الصحّة "كارلوس الثالث"، ارتبطت موجة الحر بوفاة 1,149 شخصًا في غضون أيام قليلة.

أنطونيو، طبيب في مدريد، وصف الوضع قائلاً: "كنا نستقبل مرضى انهيار حراري واحدًا تلو الآخر"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد. 

وقال أنطونيو، إن "كبار السن والأطفال هم الأكثر هشاشة، وأحيانًا يصلون إلينا متأخرين جدًا"، مضيفًا أن "الأرقام لا تعكس كل الألم، فلكل رقم عائلة تحزن".

الطبيعة تحترق

لم تقتصر المأساة على الأرواح البشرية، النيران المشتعلة في الغابات التهمت أكثر من 400 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا والبرتغال، تاركة قُرى بأكملها مغطاة بالدخان الكثيف. 

في منطقة إكستريمادورا، وقفت المزارعة كارمن أمام بقايا حقل الزيتون الخاص بها، وقالت بصوت مبحوح: "احتجنا لعقود لزراعة هذه الأشجار، وفقدناها في ساعات".

منذ عام 1975، سُجلت في إسبانيا 77 موجة حر، لكن خمسًا من أشدها وقعت منذ 2019 وحده، ما يعكس تسارع وتيرة تغيّر المناخ. 

أصوات تطالب بالتحرك

الفاصل بين هذه الموجات يضيق، والوفيات تتزايد؛ ففي يوليو الماضي فقط، نُسبت 1,060 وفاة إلى القيظ، أي بزيادة أكثر من 50% مقارنة بالعام السابق.

وتقول الناشطة البيئية مارتا غونثالث: "ما نشهده ليس مجرد طقس صيفي قاسٍ، إنه تحذير صارخ.. إذا لم تتحرك الحكومات بخطط جادة للتخفيف من التغير المناخي، فإن موجة الحر التالية قد تكون أكثر فتكًا".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية