سفينة ألمانية تنقذ 144 مهاجراً بعد أيام من التيه في البحر المتوسط
سفينة ألمانية تنقذ 144 مهاجراً بعد أيام من التيه في البحر المتوسط
أنقذت السفينة الإنسانية الألمانية "سي آي 5"، 144 مهاجراً بينهم امرأة حامل، بعد أن ظلوا أياماً في عرض البحر على متن قارب خشبي متهالك غير صالح للإبحار في البحر الأبيض المتوسط، ووصفت المنظمة غير الحكومية المشغلة للسفينة العملية بأنها "أكبر مهمة إنقاذ" نفذتها منذ إطلاقها.
أفاد الدكتور جيوفاني كابا، الطبيب على متن السفينة والمتعاون مع منظمة "أطباء ألمان"، في بيان نشرته المنظمة، الثلاثاء، بأن "الكثير من الأشخاص كانوا يعانون من الجفاف وسوء التغذية، وبعض الحالات كانت حرجة وتطلبت إجلاءً فوريا".
وأضاف أن "وجود امرأة حامل بين الناجين جعل الموقف أكثر صعوبة، حيث اضطر الطاقم لتقديم رعاية عاجلة في ظروف غير ملائمة على الإطلاق".
تدخل خفر السواحل
أكد البيان أن حالتي شخصين تدهورتا لدرجة استدعت نقلهما طبياً على وجه السرعة بواسطة سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي جنوب لامبيدوزا، إلى جانب 51 مهاجراً آخرين.
وبعد انتهاء المهمة، أصدرت السلطات الإيطالية تعليمات للسفينة الإنسانية بنقل نحو مئة ناجٍ إلى ميناء تارانتو البعيد 40 ساعة عن موقع الإنقاذ، ما أثار اعتراضات الطاقم الذي طلب مراراً التوجه إلى ميناء أقرب دون أن يلقى استجابة.
وحذر الدكتور كابا من تدهور الوضع الصحي للمهاجرين: "رغم تقديمنا الدعم المستمر، فإن الأشخاص على متن السفينة مضطرون لتحمل درجات حرارة مرتفعة وظروف صعبة للغاية، ومع طول الرحلة نحو الميناء البعيد لا بد أن تتفاقم حالتهم الصحية".
وأشار الطاقم إلى أن إلزام السلطات الإيطالية السفن الإنسانية بالتوجه مباشرة إلى موانئ بعيدة، بموجب مرسوم "بيانتيدوسي" الذي دخل حيز التنفيذ مطلع 2023، يعرقل عمل المنظمات ويحد من قدرتها على تنفيذ المزيد من عمليات الإنقاذ.
تضييق على المنظمات
انتقدت منظمة "سي آي 5" الإجراءات الإيطالية، معتبرة أنها "تعطّل العمل الإنساني المنقذ للحياة"، في حين أضافت منظمة "سي ووتش" أن "الحكومة تسعى للتخلص منا بوصفنا شهوداً على المآسي في البحر".
وكانت السلطات قد منعت قبل أسابيع طائرة تابعة لـ"سي ووتش" من الإقلاع لمدة 20 يوماً، رغم أن مهمتها الأساسية تحديد مواقع قوارب المهاجرين المهددة بالغرق.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 427 شخصاً لقوا حتفهم في حين فُقد 319 آخرون منذ مطلع العام الجاري وحتى 23 أغسطس الماضي، على طول طريق وسط البحر المتوسط، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه "أخطر طرق الهجرة في العالم".
وأشارت وكالة حرس الحدود والسواحل الأوروبية "فرونتكس" إلى تسجيل ما يقرب من 36,700 حالة عبور غير نظامي بين يناير ويوليو 2025، بزيادة نسبتها 9% عن العام الماضي.
ويؤكد ناشطون إنسانيون أن وجود السفن الإنسانية في المتوسط لا يغطي سوى مساحة محدودة من البحر الشاسع، ما يعني أن مئات القوارب الأخرى تظل عرضة للغرق من دون أن يتم رصدها، وتعتبر هذه المنظمات أن التضييق القانوني والسياسي على عملها يزيد من احتمالات وقوع كوارث إنسانية متكررة.