"الأرصاد العالمية": تلوث الهواء يقتل الملايين ويهدد مستقبل الزراعة والاقتصاد
"الأرصاد العالمية": تلوث الهواء يقتل الملايين ويهدد مستقبل الزراعة والاقتصاد
أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في تقرير جديد، أن مواجهة تلوث الهواء وتغير المناخ تتطلب سياسات متكاملة ورصدا أدق للغلاف الجوي، لحماية صحة البشر والبيئة وتقليل الخسائر الزراعية والاقتصادية.
التقرير الصادر تحت عنوان "نشرة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول جودة الهواء والمناخ"، جاء تزامنا مع اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، الموافق السابع من سبتمبر، ليسلط الضوء على الدور الخطير للجسيمات الدقيقة المعروفة باسم الهباء الجوي، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
حرائق وغبار وتفاوت جغرافي
النشرة أوضحت أن هذه الجسيمات، التي لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرون، تنتج عن أنشطة النقل والصناعة والزراعة، فضلا عن حرائق الغابات والعواصف الرملية، وهي قادرة على التغلغل في الجهاز التنفسي، مسببة أمراضا مزمنة وخطيرة.
التقرير أشار إلى أن مستويات هذه الجسيمات انخفضت في شرق الصين بفضل سياسات التخفيف، لكنها ارتفعت في شمال الهند، كما أدى نشاط حرائق الغابات إلى زيادات ملحوظة في كندا وسيبيريا ووسط إفريقيا، لكن التغير الأكبر سُجل في حوض الأمازون، حيث أدت حرائق غير مسبوقة إلى مستويات مقلقة من التلوث.
ضباب الشتاء.. علامة على التدخل البشري
النشرة تناولت أيضا ظاهرة "ضباب الشتاء"، التي لم تعد مجرد حدث موسمي، بل مؤشرا على تفاقم التأثير البشري على البيئة، وهو ما يتطلب استراتيجيات شاملة لمعالجته.
كو باريت، نائب الأمين العام للمنظمة، شدد على أن "تغير المناخ وجودة الهواء لا يمكن التعامل معهما بمعزل عن بعضهما بعضاً"، مضيفا أن معالجة الأزمتين معا ضرورة لحماية الصحة العامة والاقتصادات العالمية.
أرواح مهددة وكلفة باهظة
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من 4.5 مليون وفاة مبكرة سنويا، فضلا عن خسائر اقتصادية وبيئية ضخمة، مما يجعل القضية إحدى أكبر التحديات الصحية والبيئية في عصرنا.
تزايد الاهتمام العالمي بجودة الهواء باعتبارها قضية تمس الصحة العامة مباشرة، بعد أن ربطت دراسات علمية بين التلوث وأمراض القلب والرئة والسرطان، وتعد الجسيمات الدقيقة (PM2.5) من أخطر مكونات تلوث الهواء، إذ يمكن أن تبقى عالقة لفترات طويلة وتنتقل لمسافات بعيدة، وفي السنوات الأخيرة، أدى تغير المناخ إلى تفاقم هذه الملوثات عبر موجات الحر والجفاف التي تزيد من حرائق الغابات، والعواصف الرملية التي تحمل الغبار لمسافات شاسعة.
ويرى خبراء أن التحدي يكمن في دمج السياسات المناخية والبيئية معا، بحيث تستهدف في الوقت ذاته خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين نوعية الهواء، وهو ما ينعكس إيجابا على صحة البشر واستدامة الموارد.