"نعيش في سجن".. مهاجر سوداني يروي معاناته داخل مخيم يوناني مكتظ
"نعيش في سجن".. مهاجر سوداني يروي معاناته داخل مخيم يوناني مكتظ
منذ أكثر من شهر، يعيش الشاب السوداني زاهر (اسم مستعار)، البالغ من العمر 25 عاماً، ظروفاً قاسية داخل مخيم سينتيكي شمال اليونان قرب الحدود البلغارية، بعد أن وصل في 20 يوليو الماضي إلى جزيرة كريت قادماً من ليبيا عبر البحر المتوسط، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الجمعة.
وروى زاهر تفاصيل معاناته اليومية داخل المخيم ومخاوفه من المستقبل بعد قرار السلطات اليونانية تعليق طلبات اللجوء بشكل مؤقت، حيث قال إنه ترك والدته وأخته في السودان بعد أن فقد والده وشقيقه في الحرب المستمرة هناك، وقرر الهروب عبر ليبيا على أمل إنقاذ ما تبقى من أسرته، لكنه سُجن 3 مرات في ليبيا قبل أن يتمكن من ركوب قارب مع 76 مهاجراً.
وقال: "تعطل محرك القارب يومين كاملين في عرض البحر، لكننا نجونا بأعجوبة"، مضيفاً أن السلطات اليونانية نقلتهم، بعد الوصول إلى كريت، إلى مبنى مكتظ يضم ما بين 350 و400 شخص، قبل تحويلهم لاحقاً إلى مخيم سينتيكي.
قرارات مثيرة للجدل
اعتمد البرلمان اليوناني في 11 يوليو قراراً بتعليق طلبات اللجوء لثلاثة أشهر للقادمين من شمال أفريقيا، وهو ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية محلية ودولية.
وأكدت هذه المنظمات أن هذا القرار يفاقم معاناة المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى السواحل اليونانية بعد رحلات محفوفة بالمخاطر، مثل رحلة زاهر.
وأوضح الشاب السوداني أن حياته داخل المخيم تشبه "السجن"، حيث يعيش ما يقرب من 15 شخصاً داخل كرفان صغير لا تتجاوز مساحته 3×6 أمتار، فيضطر البعض للنوم على الأرض أو في أكياس النوم.
وأشار إلى أن الخدمات الأساسية شبه منعدمة: "لا ثياب، ولا مواد تنظيف، ولا دعم قانونياً أو صحياً".
وبيّن أن الطعام يقدم مرة واحدة في اليوم، عبارة عن وجبة بسيطة من العدس أو الفاصولياء أو الأرز، وفي أحسن الأحوال قطعة دجاج مرة واحدة أسبوعياً.
احتجاجات داخل المخيم
كشف زاهر أن مئات المهاجرين نفذوا قبل أسبوعين إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف الاحتجاز والطعام الرديء.
وقال: "شارك نحو 250 شخصاً في الإضراب، فقد البعض وعيهم بسبب ضعف أجسادهم بعد رحلة طويلة من ليبيا"، موضحاً أن إدارة المخيم لم تستجب لمطالبهم، بل ردت بسحب الطعام وتركهم.
وأعرب زاهر عن خيبته: "لم أتوقع أن تكون أوروبا هكذا، ما نعيشه هنا يشبه ما عانيناه في ليبيا".
وأضاف أن المهاجرين يتعرضون لعبارات الرفض المستمرة من إدارة المخيم التي تقول لهم إنهم غير مرحب بهم، وإن مصيرهم إما الترحيل أو السجن لعدة أشهر، مؤكداً: "نحن محبوسون ونريد فقط الأمان".
خلفية حول أزمة الهجرة
تواجه اليونان منذ سنوات ضغوطاً متزايدة بسبب موقعها الجغرافي الذي يجعلها بوابة رئيسية إلى أوروبا للمهاجرين القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط عبر البحر المتوسط.
ويشير تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن الآلاف يعيشون في مخيمات مكتظة شمال البلاد وسط ظروف إنسانية صعبة.
ورغم انتقادات المنظمات الحقوقية، تستمر السلطات اليونانية في اعتماد سياسات صارمة لردع موجات الهجرة غير النظامية.