بسبب طبق جزائري.. عمدة مارسيليا يتلقى تهديداً بالقتل

بسبب طبق جزائري.. عمدة مارسيليا يتلقى تهديداً بالقتل
عمدة مدينة مارسيليا، بنوا بايان

أثار عمدة مدينة مارسيليا، بنوا بايان، اليوم الأربعاء، جدلًا واسعًا في فرنسا بعد كشفه تلقي رسالة تهديد بالقتل إثر مشاركته في ختام مهرجان محلي للطبخ احتفى بالكسكسي، الطبق الجزائري الشهير. 

وأوضح بايان، المنتمي إلى التيار اليساري المتنوع، عبر منصة "إكس"، أن الرسالة جاءت رد فعل مباشراً على ظهوره في مقطع فيديو وهو يتناول الكسكسي، مؤكّدًا أن مارسيليا "ستظل مدينة التعايش والعيش المشترك، ولن تتراجع أمام أي تهديدات".

خطاب كراهية متطرف

تداول ناشطون مضمون الرسالة التي تضمنت عبارات نابية واتهامات للعمدة بأنه "الأحمق النافع للإخوان المسلمين"، مرفقة بصورة لشخص يستعد للشنق. 

وسارع الحساب المجهول الذي نشر التهديد بحذف المنشور، إلا أن الواقعة فجّرت نقاشًا واسعًا حول خطابات الكراهية المتنامية في فرنسا، خاصة تلك الصادرة عن اليمين المتطرف.

ولقي موقف بايان دعمًا من أطراف سياسية مختلفة، إذ شدد النائب عن حزب "فرنسا الأبية" سيباستيان ديلوغو على أن الخلافات السياسية "لا يمكن أن تعلو على ضرورة مواجهة هجمات العنصريين". 

كما أكد النائب الاشتراكي لوران لاردوي أن "الكراهية القادمة من أقصى اليمين تستهدف مدينة مارسيليا برمتها، وليس شخص العمدة فقط"، في إشارة إلى البعد الرمزي للمدينة بوصفها عاصمة للتنوع الثقافي.

مناخ معادٍ للأجانب

لم تكن هذه الحادثة معزولة، إذ شهدت فرنسا في السنوات الأخيرة موجة متزايدة من التهديدات والاعتداءات اللفظية ضد شخصيات سياسية، في ظل صعود خطاب يميني متطرف يستغل كل مناسبة لتأجيج الانقسام. 

ويؤكد مراقبون أن الهجمات تتغذى من بروباغاندا منهجية تستهدف المهاجرين وذوي الأصول المغاربية، مستعملة أدوات رمزية مثل الطعام أو اللغة ذريعة لرفض الآخر.

جاءت واقعة بايان بعد أيام قليلة من حملة عنصرية استهدفت مدير أكاديمية تولوز كريم بنميلود، ذا الأصول الجزائرية، عندما نشر أحد أنصار حزب "استرداد" بزعامة إيريك زمور منشورًا يطالبه بالرحيل. 

ولم يتوقف الهجوم عنده، بل شمل أيضًا سلفه مصطفى فورار، في رسالة مفادها أن الأصول المغاربية وحدها تكفي لاعتبار الشخص "غير جدير" بالمناصب العليا. 

ورغم حذف المنشور لاحقًا، فإن تغطيته في وسائل إعلام محلية مثل Actu Toulouse أبرزت هشاشة الرد الرسمي على مثل هذه الخطابات.

مارسيليا.. في مواجهة الكراهية

تُعد مارسيليا، المدينة المتوسطية ذات التاريخ الطويل مع الهجرة الجزائرية والمغاربية، رمزًا للتنوع الثقافي والاجتماعي في فرنسا.

لكن هذه المدينة كثيرًا ما تتحول إلى ساحة استهداف من قبل اليمين المتطرف الذي يستغل كل تفصيل رمزي -حتى طبق الكسكسي- لتأجيج الانقسام. 

وأمام هذا المناخ، شدد بايان على أن مدينته ستظل "مقاومة للكراهية والانقسام"، مؤكّدًا أن ثقافة العيش المشترك أقوى من خطاب الإقصاء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية