كوريا الجنوبية ترسل طائرة لاستعادة 300 عامل محتجزين في الولايات المتحدة

كوريا الجنوبية ترسل طائرة لاستعادة 300 عامل محتجزين في الولايات المتحدة
كوريا الجنوبية - أرشيف

غادرت، الأربعاء، طائرة مستأجرة من طراز بوينغ 747-8I مطار إنتشون في سيول، متجهة إلى الولايات المتحدة لإعادة أكثر من 300 عامل كوري جنوبي احتجزتهم سلطات الهجرة الأمريكية الأسبوع الماضي في ولاية جورجيا. 

جاء ذلك بعد مداهمة أحد أكبر مصانع البطاريات قيد الإنشاء التابع لشركتي هيونداي وإل جي إنرجي، ضمن حملة وصفت بأنها "الأوسع منذ سنوات" ضد العمالة غير النظامية.

وراء الرقم البارد، 475 موقوفاً، هناك قصص لرجال تركوا أسرهم في كوريا الجنوبية على وعد بفرص عمل مجزية، ليجدوا أنفسهم فجأة داخل مراكز احتجاز مهاجرين، يواجهون الغموض والقلق بشأن مصيرهم. 

بعضهم دخل بتأشيرات B-1 أو عبر نظام ESTA، التي لا تسمح بالعمل، لكن شركات المقاولات الفرعية جلبتهم للعمل في بناء المشروع العملاق، متغاضية عن الهشاشة القانونية التي قد تحيط وضعهم.

دبلوماسية على المحك

أكد وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو هيون، خلال زيارته واشنطن، أنه توصل إلى اتفاق مبدئي يجنّب العمال عقوبات طويلة الأمد مثل منع دخولهم إلى أمريكا لخمس سنوات. 

وشدد على أن حكومته "ستضمن عودة مواطنيها بسلام وصحة جيدة"، مشيراً إلى أن الأزمة لا تخص العمال وحدهم بل تمسّ صورة الشراكة الاستراتيجية بين سيول وواشنطن.

وأوضحت تقارير أن بعض العمال كانوا ضحايا ثغرات إدارية، بل إن وثائق مسربة أظهرت أن أحد الموقوفين كان يحمل تأشيرة قانونية صالحة، ما كشف عن ارتباك في آليات التفتيش. 

وبالنسبة للعمال، الذين حلموا بالادخار أو إعالة أسرهم، تحولت التجربة إلى كابوس ترك ندوباً نفسية وجروحاً إنسانية لا تُمحى بسهولة.

ما بعد العودة

رغم أن الطائرة ستعيدهم إلى وطنهم، فإن الأسئلة ما تزال معلقة: هل ستتغير سياسات استقدام العمالة؟ وهل ستتعامل الحكومات مع العمال الأجانب بوصفهم بشراً لهم حقوق، لا أرقاماً في معادلة اقتصادية؟

وبالنسبة لهؤلاء، العودة لا تعني النهاية بل بداية رحلة جديدة، بين أمل في الاستقرار، وخوف من أن تتكرر القصة مع آخرين يلهثون وراء الحلم الأمريكي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية