اغتيالات واعتقالات.. تقرير يوثق انتهاكات بحق مدافعين عن حقوق الإنسان في السودان

اغتيالات واعتقالات.. تقرير يوثق انتهاكات بحق مدافعين عن حقوق الإنسان في السودان
الحرب في السودان

كشف المركز الإفريقي لدراسات السلام والعدالة عن تعرض المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان لانتهاكات واسعة خلال الحرب الدائرة، شملت القتل، الاعتقال التعسفي، الاختفاء القسري، والتعذيب، إضافة إلى العنف الجنسي ضد الناشطات، ودعا المركز أطراف النزاع إلى التوقف الفوري عن استهداف الحقوقيين وضمان حمايتهم.

وبحسب ما أورده “راديو دبنقا”، الاثنين، أوضح المركز في تقرير أن الانتهاكات طالت محامين، أطباء، متطوعين، وعاملين في القطاعين الإنساني والصحي، مع توثيق عمليات قتل متعمد خاصة في دارفور والخرطوم بعد تهديدات صريحة من قوات الدعم السريع.

وأشار إلى أن الهدف من هذه الانتهاكات هو تعطيل الخدمات الإنسانية وكسر المجتمع المدني في السودان.

اعتقالات وتعذيب

شهدت عدة ولايات حملات اعتقال جماعية شملت حقوقيين وصحفيين ومتطوعين دون أوامر قضائية، حيث احتُجز العديد منهم في أماكن غير معلومة وتعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، وأُجبر بعضهم على الإدلاء باعترافات ملفقة، كما استخدمت دعاوى قضائية ذات طابع سياسي لإسكات الأصوات المنتقدة.

لفت التقرير إلى أن الناشطات في السودان واجهن عنفاً جنسياً، تهديداً بالسجن، ابتزازاً، وتشهيراً إعلامياً، ما دفع عدداً منهن إلى التهجير القسري خارج البلاد، وأدى ذلك إلى فقدان الأمان الشخصي وتفكك أسر، إضافة إلى توقف العديد من المبادرات الحقوقية والإنسانية.

ناشط من الجزيرةK قال: "هددنا أحد الضباط بأننا إذا نشرنا أي معلومة سنختفي ولن نرى عائلاتنا مجدداً، ما أجبرنا على العمل بسرية تامة"، كما ذكرت محامية: "تعرضت لبلاغات كيدية وتهديد عبر الإنتربول بهدف إسكات صوتي بعد توثيق جرائم بحق المدنيين".

وفي السياق، قالت ناشطة من الخرطوم: “اقتحمت قوات الدعم السريع منزلي واعتدت عليّ لفظياً وجسدياً أمام أطفالي، ما دفعني للهروب خارج السودان.”

توصيات عاجلة

أوصى التقرير بوقف الاستهداف الفوري للمدافعين عن حقوق الإنسان وضمان حمايتهم وتأمين وصولهم الآمن إلى مناطق عملهم، كما دعا إلى توفير الدعم النفسي والمادي للمدافعين المهددين، وتعزيز آليات الرصد والتوثيق، إضافة إلى تدريبهم في مجالات الأمن الرقمي والسلامة الشخصية.

وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف المتحاربة في السودان لاحترام القانون الدولي الإنساني، وإدراج أوضاع المدافعين ضمن القرارات والتقارير الأممية ذات الصلة.

دخل النزاع في السودان عامه الثالث بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المعاصرة، ومع انهيار مؤسسات الدولة وتآكل سيادة القانون، بات المدافعون عن حقوق الإنسان في مرمى الاستهداف المباشر، ما يهدد بغياب آخر خطوط الحماية للمجتمع المدني السوداني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية