إضراب عام يشل الحركة في قبرص وشلل جزئي بالمطارات

شهدت قبرص، اليوم الخميس، اضطرابات واسعة في حركة الطيران نتيجة إضراب عام دعت إليه النقابات العمالية، مما أدى إلى تأثر نحو 40 رحلة جوية وتضرر ما يقارب 15 ألف مسافر في مطاري لارنكا وبافوس، بحسب ما أعلنته الشركة المشغلة للمطارين. 

ويمثل هذا الإضراب ضربة قوية لقطاع النقل الجوي والسياحة في الجزيرة، التي تعتمد بشكل كبير على حركة الطيران كأحد أعمدة اقتصادها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وأكدت الشركة المشغلة للمطارات أن الإضراب جاء احتجاجاً على قرار الحكومة تقليص قيمة التعويضات التلقائية عن التضخم. 

وكانت قبرص قد دفعت منذ عام 2023 ثلثي التعويضات فقط، بدلاً من المبالغ الكاملة التي كانت تمنح سابقاً للموظفين لمواجهة غلاء المعيشة. 

وأشارت النقابات إلى أن هذا الإجراء يمس بحقوق العمال ويؤدي إلى تراجع قدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.

تأثيرات على القطاعات الحيوية

أدى الإضراب، الذي بدأ عند الساعة الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت المحلي والمقرر أن يستمر حتى الثانية بعد الظهر، إلى توقف المدارس وتعطل وسائل النقل العامة وقطاعات من الخدمات الصحية. 

وفي المقابل، استمرت مرافق البنية التحتية الأساسية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات وخدمات الطوارئ بالعمل، لكن بقوة عاملة محدودة، ما زاد من المخاوف بشأن استمرارية هذه الخدمات إذا طال أمد الخلاف.

وكشف المسؤولون أن الخلاف بين النقابات ورابطات أصحاب العمل والحكومة بشأن مستقبل تعويضات التضخم وصل إلى طريق مسدود، بعد جولات من المفاوضات التي لم تحقق أي تقدم. 

وأعلنت وزارة العمل أنها ستتدخل مجدداً كوسيط في محاولة لإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يضر بالاقتصاد الوطني.

التضخم في قبرص 

تعود سياسة دفع التعويضات عن التضخم في قبرص إلى عقود ماضية، حيث كانت تهدف إلى حماية أجور الموظفين من التآكل في فترات ارتفاع الأسعار. 

إلا أن الأزمات المالية التي ضربت الجزيرة منذ عام 2013 دفعت الحكومات المتعاقبة إلى مراجعة هذه السياسة وتقييدها. 

ويأتي الإضراب الحالي ليعكس توتراً اجتماعياً متزايداً بين العمال الذين يطالبون بحقوقهم كاملة وأرباب العمل الذين يسعون لتقليص النفقات في ظل اقتصاد يعاني من تباطؤ نسبي.