احتجاجات مؤيدة لفلسطين تشل "طواف إسبانيا" للدراجات في مدريد

احتجاجات مؤيدة لفلسطين تشل "طواف إسبانيا" للدراجات في مدريد
جانب من طواف إسبانيا

شهدت مدريد، الأحد، توقف المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا للدراجات الهوائية بعدما اقتحم عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مسار السباق في وسط العاصمة، واضطر الرياضيون للنزول عن دراجاتهم قبل 56 كيلومتراً من خط النهاية، ليعلن المنظمون لاحقاً إلغاء المرحلة الختامية بالكامل، ما يعني تتويج الدنماركي يوناس فينغيغارد بطلاً للدورة الثمانين.

واندلعت المواجهات في مواقع عدة أبرزها شارع غران فيا ومحطة أتوتشا وساحة كولون، حيث أزال المتظاهرون الحواجز الأمنية، وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، قبل أن تسمح لهم بالتقدم، وبحسب السلطات المحلية، تجاوز عدد المشاركين مئة ألف شخص، في حين أُوقف شخصان خلال التظاهرات بحسب فرانس برس.

وعلى مدى ثلاثة أسابيع، تحولت مراحل الطواف إلى ساحة احتجاجات شبه يومية تستهدف خصوصاً فريق "إسرائيل-بريمير تيك"، وعرّضت هذه التحركات المتكررة الدراجين لحوادث وسقوط، وأجبرت المنظمين على تقليص بعض المراحل.

مواقف سياسية متباينة

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أعرب عن "إعجابه" بالمحتجين، داعياً في الوقت ذاته إلى احترام الرياضيين، في حين ذهبت نائبته اليسارية يولاندا دياز أبعد من ذلك.

واعتبر سانشيز، أن إسرائيل "لا يمكنها المشاركة في أي حدث رياضي، في حين تستمر في ارتكاب إبادة جماعية"، مؤكدة أن المجتمع الإسباني "أعطى درساً للعالم بشل الطواف".

في المقابل، شنّ زعيم الحزب الشعبي المعارض ألبرتو نونييس فيخو هجوماً على الحكومة واعتبر ما حدث "إحراجاً عالمياً" لإسبانيا.

غضب إسرائيلي وتصعيد

في تل أبيب، هاجم وزير الخارجية جدعون ساعر رئيس الوزراء الإسباني ووصفه وحكومته بأنهما "عار على إسبانيا"، متهماً سانشيز بتشجيع المحتجين على النزول إلى الشوارع ووقف المرحلة الأخيرة للطواف، كما أزالت الشرطة الإسبانية مجموعة صغيرة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل بعدما واجهوا هتافات غاضبة من المارة في ساحة سيبيليس.

طواف إسبانيا للدراجات، المعروف باسم "لا فويلتا"، يعد ثالث أكبر سباق عالمي بعد طوافي فرنسا وإيطاليا، ويجذب أبرز الفرق والرياضيين سنوياً، ويأتي توقف مرحلته الأخيرة هذا العام في سياق تصاعد الغضب الشعبي في إسبانيا تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتُعد الحكومة الإسبانية الحالية من أكثر الحكومات الأوروبية انتقاداً لتل أبيب، إذ أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مؤخراً عزمه اتخاذ إجراءات "لوضع حد للإبادة في غزة"، ما تسبب في توتر غير مسبوق مع إسرائيل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية