في ذكرى وفاة مهسا أميني.. مقررة أممية تدعو لتحسين ظروف المرأة الإيرانية
في ذكرى وفاة مهسا أميني.. مقررة أممية تدعو لتحسين ظروف المرأة الإيرانية
أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، ماي ساتو، ضرورة تكثيف الجهود الدولية والوطنية من أجل تحسين ظروف النساء والفتيات الإيرانيات، وذلك في الذكرى الثالثة لوفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني التي تحولت قصتها إلى أيقونة عالمية للنضال ضد التمييز وانتهاكات حقوق المرأة.
وأوضحت المسؤولة الأممية عبر منشور على حسابها في منصة "إكس"، أن وفاة أميني في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات لم تكن حدثاً عابراً، بل أشعلت شرارة انتفاضة واسعة عام 2022 تركزت على المطالبة بحقوق المرأة وحرياتها الأساسية.
وذكرت أن شجاعة الشابة وتأثيرها العميق في ملايين الناس جعلاها رمزاً يتجاوز حدود إيران ليصبح صرخة عالمية ضد القمع والتمييز، وهو ما توقعته عائلتها منذ اللحظات الأولى خلال جنازتها التي تحولت إلى مظاهرة شعبية عارمة.
التمييز ضد النساء
حذرت ساتو من أن التحديات التي تواجهها النساء الإيرانيات لا تزال قائمة رغم مرور ثلاث سنوات على اندلاع الاحتجاجات.
وأشارت إلى أن الحكومة الإيرانية أصدرت قانون "دعم الأسرة من خلال تعزيز ثقافة العفة والحجاب"، لكنه لم يُطبّق بعد، ما يعكس حالة الغموض في البنية التشريعية والتنفيذية للدولة.
ومع ذلك، يظل الحجاب الإلزامي منصوصاً عليه في قانون العقوبات الإسلامي، ما يفرض قيوداً على مظهر النساء وحرية اختيار ملابسهن.
وأبرزت أن التمييز يمتد إلى مجالات أخرى مثل الصحة والزواج والميراث والسفر، إضافة إلى جوانب حياتية يومية تزيد من شعور المرأة الإيرانية بالعزلة والحرمان من الحقوق.
القمع وأحكام الإعدام
أضافت المقررة الأممية أن القمع لم يقتصر على القيود الاجتماعية، بل شمل أيضاً التعامل الأمني والقضائي مع من شاركوا في احتجاجات 2022.
وأكدت أن العديد من هؤلاء ما زالوا يواجهون خطر عقوبة الإعدام، الأمر الذي يعكس إصرار السلطات على ملاحقة النشطاء والمتظاهرين بدلاً من معالجة الأسباب التي دفعتهم إلى النزول للشارع.
واعتبرت أن استمرار إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام بحق المعارضين والنشطاء يمثل دليلاً على أن النظام الإيراني لم يغير سياسته تجاه الحريات العامة وحقوق الإنسان، بل يواصل النهج ذاته القائم على التخويف والقمع.
صراع مع المجتمع المدني
أعادت وفاة جينا أميني في سبتمبر 2022 إلى الأذهان مساراً طويلاً من الصراع بين المجتمع المدني الإيراني والسلطات الحاكمة حول قضية الحريات الفردية، وخاصة حقوق المرأة.
وألقي القبض على أميني بسبب "عدم التزامها بالحجاب الإلزامي"، وتوفيت لاحقاً تحت ظروف أثارت جدلاً واسعاً محلياً ودولياً.
ومنذ ذلك الحين، تحولت قصتها إلى رمز عالمي، وأطلقت حركة احتجاجية عُرفت بشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، امتدت تداعياتها إلى مختلف أنحاء العالم، حيث خرجت تظاهرات تضامنية في عواصم غربية عديدة مطالبة بإنهاء التمييز ضد النساء في إيران.