بعد تسجيل إصابات جديدة.. مخاوف دولية من فشل جهود استئصال شلل الأطفال
بعد تسجيل إصابات جديدة.. مخاوف دولية من فشل جهود استئصال شلل الأطفال
سجلت السلطات الصحية في باكستان 26 حالة إصابة جديدة بشلل الأطفال خلال العام الجاري 2025، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة في الأوساط الطبية والدولية.
وجاء هذا التطور في وقت أصدر فيه مجلس المراقبة العالمي لاستئصال شلل الأطفال تحذيرًا صارمًا من مغبة فشل الجهود العالمية المبذولة منذ عقود للقضاء على المرض الذي يصيب الأطفال بشكل رئيسي ويترك آثارًا دائمة في حياتهم، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الاثنين.
وأكد مجلس المراقبة المستقل، وهو هيئة تشرف على التقدم في برامج استئصال شلل الأطفال، في تقريره الأخير أن العالم وصل بعد 37 عامًا من الجهود الدولية وإنفاق ما يقارب 22 مليار دولار إلى "نقطة تحول".
وأوضح التقرير أن الأساليب التقليدية لم تعد تحقق النتائج المرجوة، وفق ما نشرته صحيفة "دون" الباكستانية. وانتقد المجلس اعتماد الدول على استراتيجيات قديمة، داعيًا إلى تبني أفكار مبتكرة وتحمل الحكومات لمسؤوليات واضحة من أجل ضمان النجاح.
رسالة تحذير عالمية
وجّه رئيس مجلس المراقبة المستقل السير ليام دونالدسون رسالة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أكد فيها أن التقرير الجديد الذي حمل عنوان “جبل الزجاج” يأتي في لحظة حرجة.
وأشار إلى أن استمرار انتشار الفيروس، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية غير المسبوقة والأزمات المالية، خلق ظروفًا تهدد بشكل جوهري مستقبل البرنامج العالمي لمكافحة شلل الأطفال.
وأضاف دونالدسون أن التفاؤل الذي ساد في عام 2023 سرعان ما تبدد أمام "الواقع الصارخ" لعودة الفيروس إلى الظهور مجددًا في بؤر تاريخية، خاصة في باكستان وأفغانستان.
شلل الأطفال والجهود الدولية
يُعد شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تصيب الجهاز العصبي للأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص، وقد يؤدي في كثير من الحالات إلى الشلل الدائم أو الوفاة.
ومنذ إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال عام 1988، تمكنت الجهود المشتركة بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف وجهات مانحة مثل "مؤسسة بيل وميليندا غيتس" من خفض عدد الإصابات عالميًا بنسبة تزيد على 99%.
لكن استمرار تسجيل حالات جديدة في باكستان وأفغانستان، وهما آخر معقلين للفيروس، يثير مخاوف من عودة المرض للانتشار على نطاق أوسع إذا لم تُعتمد استراتيجيات أكثر جرأة وواقعية.
دعوات لتجديد الالتزام
شدد مجلس المراقبة المستقل على أن الطريق الوحيد للمضي قدمًا يتطلب اعتماد أفكار جديدة، وشجاعة مؤسسية، وواقعية استراتيجية، مع التزام الدول المعنية بمسؤولياتها بشكل مباشر.
وأكد أن الاستمرار في النهج التقليدي لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة وإهدار الموارد المالية، في وقت يحتاج فيه ملايين الأطفال حول العالم إلى الحماية الفورية من هذا المرض الفتاك.