"رسالة صمود".. نساء سوريات يقدن مبادرات للسلام في اللاذقية
"رسالة صمود".. نساء سوريات يقدن مبادرات للسلام في اللاذقية
أطلق مجلس المرأة السورية ورشة عمل في مدينة اللاذقية بمناسبة اليوم العالمي للسلام، بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة في صناعة السلام، وإبراز حضورها قائدة ومبادرة في بناء المجتمعات المتماسكة.
وكانت هذه الخطوة كرسالة صمود في مواجهة الانتهاكات التي تشهدها مناطق متفرقة في سوريا منذ سقوط النظام السابق ووصول المعارضة إلى السلطة في ديسمبر الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الاثنين.
ونظمت الجمعيات النسائية والمدنية في اللاذقية تحالفًا تحت شعار "نساء من أجل السلام"، بمشاركة ثماني جمعيات محلية بينها "صناع السلام"، "رتوش"، "أيادينا"، "سوريون أحرار"، إضافة إلى مجلس المرأة السورية للتنمية الذي قاد المبادرة.
وسعى التحالف إلى توحيد الجهود وتعزيز دور المرأة في عمليات المصالحة وبناء مجتمع أكثر تماسكاً بعد سنوات الحرب.
الدور القيادي للمرأة
أكدت الدكتورة سحر جبور، مسؤولة العلاقات في مكتب مجلس المرأة السورية باللاذقية، أن السلام لا يعني فقط غياب الحرب، بل هو عملية مستمرة لإعادة اللحمة الاجتماعية، مشددة على أن المرأة تمثل "المهندسة الرئيسية" لهذا المسار، بفضل حكمتها وقدرتها على نشر التسامح.
وأضافت: "وراء كل سلام مستدام امرأة، أم علمت التسامح، وقائدة نشرت العدل، وصانعة أطفأت نار الخلاف".
تحدثت زهراء نمورة، المدربة في مجال التنمية البشرية، عن أهمية الورشة في جمع أفكار النساء وتحديد احتياجاتهن لتأهيلهن ليكُنّ قائدات في المجتمع.
وأكدت المهندسة فدوى عيد من جمعية "رتوش" أن المرأة صانعة سلام في أي مكان، موضحة أن تأثيرها في المجتمع يتجاوز في بعض الأحيان تأثير الرجل.
اليوم العالمي للسلام
بدأ الاحتفال باليوم العالمي للسلام منذ عام 1981 بقرار من الأمم المتحدة، ليكون مناسبة سنوية لتعزيز ثقافة اللاعنف والمصالحة.
وفي السياق السوري، تكتسب هذه المناسبة بعدًا خاصًا، إذ تحاول النساء منذ سنوات الحرب الطويلة أن يكنّ عامل استقرار في مواجهة الانقسامات، من خلال مبادرات محلية للتنمية والتعليم والمصالحة المجتمعية.
وأبرزت الورشة في ختامها أن تمكين المرأة لا يعد رفاهية، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق مجتمع أكثر عدلاً وأمانًا.
ودعت المشاركات إلى تحويل هذه الورش إلى مساحات دائمة للتواصل وبناء خطط مشتركة، مؤكدات أن "سلام العالم يبدأ من سلام المرأة"، وأن دعم الرجل لهذه الجهود يمثل مسؤولية أخلاقية وشراكة حقيقية من أجل مستقبل سوريا.