اعتراف تاريخي بفلسطين.. لحظة إنسانية فارقة في مسار العدالة الدولية
اعتراف تاريخي بفلسطين.. لحظة إنسانية فارقة في مسار العدالة الدولية
يشهد العالم في أروقة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك لحظة تاريخية تحمل في طياتها بُعداً إنسانياً وسياسياً بالغ الأهمية، حيث تتوالى اعترافات الدول بدولة فلسطين خلال مؤتمر "حل الدولتين" الذي ينعقد برئاسة سعودية فرنسية مشتركة.
هذا المؤتمر لا يقتصر على كونه تجمعاً دبلوماسياً، بل يمثل خطوة جوهرية في مسار تصحيح ظلم تاريخي عاشه الشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة من الاحتلال والحرمان من حقوقه الأساسية.
الاعترافات الجديدة ليست مجرد مواقف سياسية، بل هي بمنزلة شهادة دولية على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ورفض صريح لاستمرار الاحتلال والاستيطان وسياسات التمييز التي سلبت الشعب الفلسطيني حقه في الحياة الكريمة.
فرنسا تعترف رسمياً
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال افتتاح المؤتمر مساء الاثنين، اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وشدد ماكرون على أن الانتظار لم يعد ممكناً، وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية لفشله في تحقيق سلام عادل بالشرق الأوسط.
واعتبر ماكرون أن وعد إقامة الدولة العربية في فلسطين لم يتحقق بعد، وأنه بات واجباً على المجتمع الدولي رسم طريق جديد للسلام يقوم على العدالة والكرامة الإنسانية.
مالطا تدعم الحل
أكد رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا أن الاعتراف الفلسطيني يأتي التزاماً بمبدأ حل الدولتين، وموقفاً أخلاقياً يعكس حرص بلاده على وقف معاناة الشعب الفلسطيني.
وطالب أبيلا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى مأساة التجويع التي يعيشها القطاع، وإلى ضرورة وقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية فوراً.
وأضاف أن هذا الاعتراف هو تعبير عن التزام عميق بعدم السماح بسرقة آمال الأطفال الفلسطينيين في مستقبل أفضل.
بلجيكا تنضم رسمياً
أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أن بروكسل باتت من بين الدول التي تعترف بفلسطين، مشدداً على أن الخطوة لا تُعد مكافأة لحركة حماس، بل هي دفاع عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
يعكس هذا الموقف التزام بلجيكا بمبادئ القانون الدولي والعدالة، ويرفض الخلط بين قضية إنسانية مشروعة وبين صراعات سياسية مسلحة.
لوكسمبورغ تؤكد الشرعية
قال رئيس الوزراء لوك فريدن، إن الاعتراف الفلسطيني ليس مكافأة على العنف، بل هو خطوة لبناء سلام حقيقي ودائم، خطوة بخطوة، وحجراً فوق آخر.
وأكد أن حكومته تدين بأشد العبارات فظائع 7 أكتوبر، لكنها ترى في الاعتراف بالدولة الفلسطينية أساساً لبناء مستقبل يستند إلى القانون الدولي والشرعية.
موناكو تدعم الحقوق
أعلن الأمير ألبير الثاني في كلمته أمام الجمعية العامة اعتراف بلاده بفلسطين، مؤكداً أن القانون الدولي يمنح هذا الحق بشكل واضح.
وشدد على ضرورة نزع سلاح حماس وتحرير الرهائن، لافتاً إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لفتح المجال أمام استقرار دائم وسلام يقوم على الإرادة المشتركة، لا على القوانين المفروضة.
كندا تعترف رسمياً
أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن الاعتراف بدولة فلسطين لا يمثل حلاً سحرياً، لكنه يعكس التزام بلاده بمبدأ حق تقرير المصير.
كارني انتقد بشدة سياسات حكومة نتنياهو التي وصفها بأنها منهجية في منع إقامة الدولة الفلسطينية وتوسيع الاستيطان.
وأكد أن جميع الحكومات الكندية السابقة دعمت حل الدولتين، وأن بلاده تتمسك به بوصفه خياراً إنسانياً وسياسياً لا بديل عنه.
أندورا تنضم للقائمة
أعلنت وزيرة خارجية أندورا إيما تور فاوس اعتراف حكومتها بدولة فلسطين، معتبرة أن حل الدولتين هو المسار الوحيد الموثوق لإنهاء هذا الصراع الطويل.
وأكدت أن الاعتراف ليس فقط التزاماً سياسياً، بل واجب أخلاقي تجاه شعب حُرم من حقه الطبيعي في العيش بحرية وأمان.
اعتراف تاريخي
يرتفع بذلك عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 160 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة، منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيامها في الجزائر عام 1988.
وعلى الرغم من هذا الزخم التاريخي، فلا يزال الشعب الفلسطيني يواجه يومياً انتهاكات الاحتلال، من قتل وتهجير وتجويع، إضافة إلى الاستيطان الذي يلتهم أرضه وموارده.
وتعزز الاعترافات الجديدة مكانة فلسطين القانونية والسياسية، وتفتح نافذة أمل للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه الأساسية التي نصت عليها المواثيق الدولية.