مع عودة برنامجه.. جيمي كيميل يدافع عن حرية التعبير في الولايات المتحدة
مع عودة برنامجه.. جيمي كيميل يدافع عن حرية التعبير في الولايات المتحدة
عاد المذيع الكوميدي الأمريكي جيمي كيميل إلى شاشات التلفزيون بعد أسبوع من إيقاف برنامجه، مؤكدًا أن تهديد الحكومة بإسكات الفنانين "مخالف للقيم الأمريكية"، في موقف أثار عاصفة من التفاعل الشعبي والسياسي في الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، أن كيميل استهل ظهوره العائد بمونولوج مؤثر أبدى فيه امتنانه للجمهور الذي دافع عنه من مختلف التيارات السياسية، بعد أن واجه برنامجُه ضغوطًا غير مسبوقة من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأكد وسط تصفيق حار: "لا يمكن السماح لحكومتنا بالسيطرة على ما نقوله أو ما لا نقوله على التلفزيون".
تصريحات ساخرة لكيميل
جاء الخلاف عقب تصريحات ساخرة لكيميل عن "عصابة ماغا" – وهو التعبير الذي يطلق على مؤيدي حركة ترامب "لنعيد لأمريكا عظمتها"، ما أثار غضب المحافظين بعد مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك.
ورغم توضيح كيميل أنه لم يقصد الإساءة أو تحميل المسؤولية لفئة بعينها، إلا أن الحملة ضده تصاعدت، ودفعت بعض كبرى شبكات البث مثل "نكستار" و"سنكلير" إلى مقاطعة برنامجه.
هاجم ترامب، البالغ 79 عامًا، عودة البرنامج وهدد بمقاضاة شبكة "أيه بي سي" المالكة لـحقوق البث، مشيرًا إلى أنه سبق وأن حصل على تعويضات مالية ضخمة من قضايا مماثلة.
ورغم أن دعاواه السابقة اعتُبرت بلا أساس قانوني، فإنها غالبًا ما انتهت بتسويات لتجنب الصدام مع الرئيس الذي عُرف باستخدام القضاء أداة للضغط على الإعلام.
ردود فعل متباينة
أشادت شخصيات حضرت العرض بعودة كيميل، حيث وصفت إحدى الحاضرات أداءه بأنه "متواضع وصادق ومؤثر"، فيما اعتبرت أخرى أنه مثّل "لحظة تاريخية في الدفاع عن حرية التعبير".
وفي المقابل، واصل عدد من المحافظين المطالبة بإقالته أو تقديم اعتذار علني لعائلة كيرك.
بينما أعرب بعض حلفاء ترامب البارزين مثل السناتور تيد كروز والإعلامي تاكر كارلسون عن تحفظهم على أسلوب الحكومة في التعامل مع القضية.
حرية التعبير على المحك
كشف تعليق برنامج كيميل، ثم إعادته، عن هشاشة العلاقة بين الإعلام والسلطة السياسية في الولايات المتحدة، حيث يُعد الحق في التعبير من أبرز الحقوق الدستورية.
ورأت أوساط حقوقية وإعلامية أن ما حدث يعكس تصاعد محاولات الحد من حرية الصحافة والفن، معتبرة أن تنازل "ديزني" عن استمرار البرنامج تحت ضغط حكومي مثّل "انحناءً مقلقًا أمام التنمّر السياسي".
وبررت "ديزني" قرارها الأولي بتعليق البرنامج بأنه جاء لتخفيف التوتر في وقت حساس، لكنها سرعان ما أعلنت استئناف العرض بعد "محادثات عميقة" مع كيميل.
وأكدت أنها ملتزمة بحرية التعبير، مع الإقرار بأن تصريحات المذيع جاءت "في توقيت سيئ وافتقرت للحساسية".
أزمة تتجاوز هوليوود
تعكس هذه القضية أبعادًا أوسع من مجرد نزاع إعلامي، فهي ترتبط بجوهر النقاش الدائر في الولايات المتحدة حول حدود حرية التعبير، ودور الحكومة في الرقابة، وحق الفنانين في السخرية السياسية.
ومع استمرار المقاطعة في بعض المدن مثل واشنطن ونيو أورلينز وسياتل، يبقى الجدل قائمًا حول مستقبل العلاقة بين السلطة الرابعة والفنانين الكوميديين في مواجهة الخطاب السياسي الشعبوي.