دعم إنساني ورياضي.. منتخب اللاجئات الأفغاني يبدأ مشواره الدولي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الأربعاء، أن منتخب اللاجئات الأفغاني سيدشن مشاركته الدولية الشهر المقبل من خلال دورة كروية تستضيفها إمارة دبي في الفترة ما بين 23 و29 أكتوبر، بمشاركة منتخبات الإمارات وتشاد وليبيا.

أكد الاتحاد الدولي أن تأسيس منتخب اللاجئات الأفغاني جاء بقرار من مجلس "فيفا" في مايو الماضي، في إطار الجهود المبذولة لإتاحة الفرص للنساء الأفغانيات للعب كرة القدم رغم التحديات السياسية والاجتماعية التي تعيشها بلادهن، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”. 

واعتبر رئيس "فيفا" السويسري جاني إنفانتينو أن "ضمان وصول جميع النساء إلى كرة القدم يمثل أولوية وعنصراً أساسياً في تشكيل مستقبل الرياضة"، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تحمل أبعاداً إنسانية ورياضية على السواء.

واقع النساء في ظل طالبان

وعادت حركة طالبان إلى السلطة في كابول قبل أربع سنوات بعد سقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما انعكس سلباً على واقع النساء في أفغانستان. 

فقد منعن من متابعة التعليم في معظم مراحله، ومنعن من العمل في قطاعات واسعة، فضلاً عن إغلاق أبواب الحدائق والصالات الرياضية في وجوههن. 

هذه الإجراءات التي وُصفت دولياً بالتمييزية، دفعت كثيرات منهن إلى اللجوء والهجرة، فيما شكلت الرياضة أحد منافذ الأمل والاستمرار.

إعداد الفريق واكتشاف المواهب

قادت المدربة الاسكتلندية بولين هاميل عملية اختيار اللاعبات من خلال معسكرات متعددة أقيمت في إنجلترا وأستراليا وسيدني، بهدف تجميع المواهب المنتشرة بين صفوف اللاجئات الأفغانيات في الشتات. 

ومن المتوقع أن يضم الفريق لاعبات شابات يتمتعن بحماس وإصرار على إثبات الذات، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر وإنما أيضاً كرمز لنضال المرأة الأفغانية.

يجسد منتخب اللاجئات الأفغاني بظهوره الدولي المرتقب شكلاً من أشكال المقاومة الناعمة في وجه القمع والحرمان، إذ يمنح الرياضة معنى يتجاوز المنافسة إلى رسالة أمل وصمود. 

فبالنسبة للاعبات، ارتداء القميص الوطني يحمل قيمة رمزية مضاعفة، إذ يربطهن ببلادهن التي اضطررن إلى مغادرتها قسراً، ويؤكد للعالم أن أصوات النساء الأفغانيات لا تزال حاضرة رغم كل محاولات التغييب.