وسط قلق حقوقي.. اختفاء أطفال وموت جماعي يفاقم مأساة السودان

وسط قلق حقوقي.. اختفاء أطفال وموت جماعي يفاقم مأساة السودان
نزوح السودانيين - أرشيف

يتعرض السودان لموجة جديدة من الأزمات الإنسانية والحقوقية، حيث رصدت تقارير حقوقية ارتفاعًا خطِرًا في حالات اختفاء الأطفال بولايات شرق وشمال البلاد، وسط غياب الشفافية الرسمية وتكتم السلطات على نتائج التحقيقات. 

وفي الوقت ذاته، تتفاقم الكارثة في إقليم دارفور، إذ أعلنت منظمات محلية عن وفاة عشرات الأطفال في مخيمات النزوح بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص المياه. 

تأتي هذه التطورات المأساوية في سياق حرب طاحنة بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، التي دفعت المدنيين، ولا سيما الأطفال، إلى أن يكونوا أول ضحاياها، سواء عبر التجنيد القسري أو الحرمان من الغذاء والرعاية الصحية

وبين صمت رسمي وتدهور إنساني غير مسبوق، يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة لوقف معاناة الأبرياء في السودان.

اختفاء أطفال غامض

كشفت "هيئة محامو الطوارئ"، وهي منظمة حقوقية طوعية، في بيان، الأحد، أن أكثر من 40 بلاغًا لاختفاء أطفال تم تسجيلها في ولايات البحر الأحمر والقضارف شرقًا ونهر النيل شمالًا، خلال شهر سبتمبر وحده. 

وأكدت الهيئة أنها تلقت مئات الشكاوى والطلبات من أسر تعيش في حالة رعب يومي، وسط شائعات عن تورط شبكات إجرامية في الاتجار بالبشر أو الاستغلال.

واتهمت الهيئة السلطات السودانية بالتكتم على القضية، وغياب الشفافية في التحقيقات وعدم إصدار أي بيانات لطمأنة الرأي العام. 

وزاد هذا الصمت من مخاوف السكان، الذين يشعرون بأن حياة أطفالهم مهددة في ظل غياب الرقابة الأمنية، وانهيار المنظومة الشرطية بسبب الحرب الدائرة.

دعوات عاجلة للتحقيق

دعت الهيئة إلى فتح تحقيقات سريعة وشفافة، ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير أو تواطؤ، كما طالبت بتشديد الرقابة الأمنية في الأحياء وعلى مداخل المدن والموانئ، إضافة إلى مراقبة المركبات المشبوهة، مع توفير دعم نفسي واجتماعي للأسر التي تعيش صدمة اختفاء أطفالها.

اتهمت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل طرفي النزاع في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، بتجنيد مئات الأطفال في دارفور وشرق البلاد. 

وأكدت أن هؤلاء القاصرين يُستخدمون وقودًا في المعارك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ما يضاعف من مأساة الطفولة في البلاد.

مجاعة تحصد الأرواح

من جهة أخرى، أعلنت "غرفة طوارئ مخيم أبوشوك" في مدينة الفاشر بولاية دارفور، وفاة 73 طفلًا دون الخامسة خلال أقل من شهرين بسبب سوء التغذية الحاد والمجاعة. 

وأوضحت أن نقص المواد الغذائية وندرة مياه الشرب يدفع آلاف الأسر إلى حافة الموت يوميًا.

وحذرت الغرفة من كارثة صحية غير مسبوقة، إذ تنتشر الجثث في شوارع الفاشر ومخيمات النازحين، ما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض المعدية. 

وأضافت أن تدهور الوضع الأمني يمنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، ويجعل إنقاذ حياة الأطفال مهمة شبه مستحيلة.

إنذار إنساني عاجل

تعكس هذه التطورات خطورة الوضع الإنساني في السودان، حيث تتشابك مأساة الاختفاء القسري مع كارثة سوء التغذية، وبينما ينشغل أطراف النزاع بالقتال، تبقى الطفولة السودانية الضحية الكبرى. 

ويطالب ناشطون ومنظمات دولية بضرورة التدخل العاجل، قبل أن تتحول هذه المآسي إلى إبادة صامتة تطوي مستقبل جيل كامل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية