إيران تعلن إعدام أحد أبرز الجواسيس لحساب إسرائيل

إيران تعلن إعدام أحد أبرز الجواسيس لحساب إسرائيل
إعدامات في إيران- أرشيف

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الاثنين، تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق بهمن جوبي أصل، الذي وصفته بأنه أحد أبرز الجواسيس العاملين لحساب إسرائيل داخل أراضيها. 

وجاء الإعلان في بيان رسمي نقله موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية، حيث أكد أن المتهم كان على صلة وثيقة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، وحصل على إمكانية وصول استثنائية إلى قواعد بيانات حساسة وسيادية.

وأكد القضاء الإيراني أن جوبي أصل لعب دوراً محورياً في تسريب معلومات استراتيجية بالغة الخطورة، دون الكشف عن تفاصيل فترة توقيفه أو ظروف اعتقاله. 

وذكر أن التحقيقات أثبتت "تعاونه الوثيق مع الاستخبارات الإسرائيلية"، الأمر الذي جعله من بين أهم الأهداف الأمنية التي سعت السلطات إلى محاكمتها بشكل عاجل منذ اندلاع الحرب الأخيرة مع إسرائيل في يونيو الماضي.

سياق الحرب الأخيرة

اندلعت مواجهة غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025 استمرت 12 يوماً، وشهدت تبادلاً عنيفاً للضربات الجوية والصاروخية. 

واستهدفت إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية ومنشآت حكومية وأخرى نووية، كما قُتل خلالها عدد من الضباط الرفيعي المستوى والعلماء النوويين إلى جانب مئات المدنيين. 

وردّت إيران بهجمات صاروخية مكثفة وبطائرات مسيّرة، ما أدخل المنطقة في واحدة من أخطر مراحل التصعيد منذ عقود.

محاكمات سريعة وإعدامات

باشرت السلطات الإيرانية منذ انتهاء الحرب سلسلة من المحاكمات السريعة بحق من تشتبه في تعاونهم مع إسرائيل. 

وأعلنت السلطة القضائية في التاسع من أغسطس فتح تحقيق يشمل 20 شخصاً تم توقيفهم بتهمة الارتباط بالموساد. 

وقبل أيام فقط، نفذت إيران إعدام روزبه وادي بعد إدانته بتسريب معلومات حساسة حول عالم نووي إيراني اغتيل خلال النزاع.

واستخدمت إيران سياسة الإعدامات العلنية في الآونة الأخيرة كأداة ردع ضد أي محاولات لاختراق مؤسساتها الأمنية والعلمية. 

إعدام جوبي أصل رسالة مزدوجة، أولاً إلى الداخل الإيراني لترسيخ القبضة الأمنية وسط أجواء الحرب، وثانياً إلى الخارج للتأكيد على أن طهران لن تتهاون مع أي عمليات تجسس لصالح إسرائيل.

خلفية تاريخية

شهدت العلاقات بين إيران وإسرائيل تصاعداً مطرداً في العداء منذ الثورة الإسلامية عام 1979، حين اعتبرت طهران إسرائيل "عدواً رئيسياً" في المنطقة. 

ومع تقدم البرنامج النووي الإيراني، كثفت إسرائيل عملياتها الاستخباراتية والعسكرية لعرقلة هذا المشروع، بما في ذلك اغتيال علماء بارزين وتخريب منشآت نووية. 

وفي المقابل، استخدمت إيران أذرعها الإقليمية وحلفاءها لشن هجمات بالوكالة. 

وتندرج محاكمات الجواسيس الأخيرة في سياق هذا الصراع الطويل الذي دخل مرحلة أكثر خطورة بعد حرب يونيو الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية