الأمم المتحدة تحذر: المدنيون في دارفور وكردفان يواجهون الجوع والعنف والفيضانات

الأمم المتحدة تحذر: المدنيون في دارفور وكردفان يواجهون الجوع والعنف والفيضانات
نازحون سودانيون- أرشيف

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الاثنين، من أن الوضع في الفاشر، عاصمة شمال دارفور في السودان، يتدهور بسرعة في ظل حصار خانق يضيّق الخناق على مئات الآلاف من المدنيين، وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن السواتر الترابية حول المدينة امتدت إلى أكثر من 68 كيلومتراً، ولم يتبق سوى ممر ضيق لا يتجاوز بضعة كيلومترات.

التقارير تشير إلى محاولات يائسة للمدنيين للفرار سيراً على الأقدام عبر طرق محفوفة بالمخاطر، حيث يتعرضون للعنف والنهب والمضايقات، وجددت الأمم المتحدة دعوتها إلى حماية المدنيين وتأمين ممرات إنسانية آمنة وفق موقع أخبار الامم المتحدة.

مجاعة تحصد الأرواح

رابطة الأطباء السودانيين أعلنت وفاة أكثر من 20 شخصا في الفاشر خلال سبتمبر وحده، بينهم أطفال ونساء حوامل، بسبب سوء التغذية، ووصفت الأمم المتحدة هذه الوفيات بأنها مأساة تعكس الحاجة الملحة لتأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى السكان المحاصرين، قبل أن يتضاعف عدد الضحايا.

 أوضاع مأساوية في كردفان

الأزمة لا تقتصر على دارفور، إذ يشهد إقليم كردفان أوضاعاً إنسانية متدهورة بفعل الصراع المستمر في السودان منذ أكثر من عامين ونصف العام، فقد نزح أكثر من مليون شخص، بينما يعاني السكان من انعدام الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، الأمم المتحدة أكدت أن المساعدات المحدودة لا تكفي لتلبية احتياجات النازحين والمجتمعات المضيفة التي بدأت بدورها في استنزاف مواردها.

فيضانات تزيد المعاناة

في الوقت نفسه، تسببت الفيضانات في تفاقم الأزمة الإنسانية في ولايات أخرى من السودان، ففي ولاية الجزيرة، دمرت المياه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما أثر في 15 ألف شخص يحتاجون بشكل عاجل إلى مأوى وغذاء وأدوية.

دعوة عاجلة للدعم الدولي

أوتشا شددت على أن السودان يحتاج إلى تضامن دولي عاجل، ليس فقط لوقف النزاع وتأمين ممرات إنسانية، بل أيضا لزيادة الدعم المالي واللوجستي لتوسيع نطاق العمليات الإغاثية المنقذة للحياة في جميع أقاليم البلاد.

يشهد السودان منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ووفقا للأمم المتحدة، نزح داخليا أكثر من 10 ملايين شخص، في حين فر مئات الآلاف إلى دول الجوار، ويصنّف الصراع في دارفور والفاشر تحديداً كأحد أخطر بؤر الكارثة الإنسانية، مع وجود مؤشرات على المجاعة في بعض المناطق، في الوقت نفسه، يواجه السودان كوارث طبيعية متكررة مثل الفيضانات والجفاف، ما يضاعف هشاشة الوضع ويجعل الملايين بين براثن النزاع والجوع والكوارث البيئية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية