الفاشر تحت الحصار.. تحذيرات أممية من "إبادة وشيكة" وسط تصاعد المأساة
الفاشر تحت الحصار.. تحذيرات أممية من "إبادة وشيكة" وسط تصاعد المأساة
يشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعاً دامياً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في نزوح الملايين داخلياً وخارجياً.
وصفت الأمم المتحدة هذه الحرب بأنها أخطر أزمة إنسانية في العالم حالياً، نظراً لحجم الكارثة الإنسانية التي طالت المدنيين بشكل مباشر، حيث يواجه ملايين الأشخاص الجوع، المرض، وانعدام الأمن، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الخميس.
وحذرت الأمم المتحدة من وقوع فظائع جماعية ذات طابع إثني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم.
وأشارت المنظمة إلى مقتل عشرات المدنيين بين 9 و30 سبتمبر، نتيجة قصف وضربات مكثفة نفذتها قوات الدعم السريع. وأكد المفوض الأممي أن هذه الفظائع يمكن تفاديها إذا التزمت الأطراف المتحاربة بالقانون الدولي الإنساني واحترام حياة المدنيين.
أوضاع إنسانية كارثية
أوضحت الأمم المتحدة أن القيود المفروضة على إدخال الغذاء والإمدادات الأساسية فاقمت معاناة سكان الفاشر، الذين يواجهون خطر المجاعة والأمراض.
وطالبت بفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح للمدنيين بمغادرة المدينة طوعاً، مع ضمان وصول المساعدات من دون عوائق.
وأكدت تقارير حقوقية أن الفارين عبر طرق الخروج يتعرضون لاعتداءات خطرة، شملت الإعدامات الميدانية، التعذيب، الاختطاف، والنهب، ما جعل الخروج من المدينة محفوفاً بالموت.
خلفية النزاع الدامي
شهد إقليم دارفور تاريخاً طويلاً من الصراعات المسلحة منذ مطلع الألفية، حين اندلعت الحرب بين الحكومة السودانية وحركات التمرد، وتخللتها عمليات قتل واسعة النطاق وجرائم إبادة ضد جماعات إثنية أبرزها الزغاوة والفور.
واليوم، يتكرر المشهد ذاته مع هجمات قوات الدعم السريع، حيث وثقت منظمات حقوقية استخداماً ممنهجاً للعنف الجنسي كسلاح حرب، مثلما حدث في هجومها على مخيم زمزم للنازحين في أبريل الماضي.
وطالب المفوض الأممي جميع الأطراف والدول ذات النفوذ في السودان باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات، مؤكداً أن الفظائع ليست حتمية، بل يمكن منعها إذا توفرت الإرادة السياسية.
وأكد أن حماية المدنيين ومنع وقوع إبادة جماعية مسؤولية دولية مشتركة، داعياً إلى ممارسة ضغوط جادة على الأطراف المتحاربة لإيقاف نزيف الدم، والسماح بإنقاذ حياة الملايين المحاصرين في الفاشر وغيرها من المدن السودانية.