ليلة من النار والدمار.. غزة تئن تحت القصف رغم دعوة ترامب لوقف الحرب

ليلة من النار والدمار.. غزة تئن تحت القصف رغم دعوة ترامب لوقف الحرب
نزوح الفلسطينيين - أرشيف

شهد قطاع غزة ليلة الجمعة/ السبت واحدة من أعنف موجات القصف منذ أسابيع، إذ أعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية والمدفعية على مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع، رغم دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات إلى وقف الهجمات وتهيئة الأجواء لبدء المفاوضات حول خطة السلام التي طرحها.

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة "فرانس برس"، أن الجيش الإسرائيلي نفذ "ليلة عنيفة جداً"، إذ دمر خلالها أكثر من عشرين منزلاً ومبنى سكنياً في مدينة غزة، موضحاً أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى المصابين بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية واستمرار القصف العشوائي. 

وأضاف: "الوضع خطر للغاية، فهناك شهداء ومصابون لا يمكن الوصول إليهم حتى الآن".

المستشفيات تغرق في الألم

أفاد المستشفى المعمداني في غزة في بيان صدر صباح السبت، بأنه استقبل أربعة شهداء وعدداً من الجرحى إثر غارة استهدفت منزلهم في حي التفاح شمال شرق المدينة، في حين أعلن مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي القطاع عن استشهاد طفلين وإصابة ثمانية نازحين بعد استهداف طائرة إسرائيلية مسيّرة لخيمة تؤوي عائلات مشردة في منطقة المواصي.

وأكد الطاقم الطبي أن الإصابات كانت "شديدة ومعقدة"، ما يعكس حجم الانفجار الذي طال موقعاً لم يكن يضم أي هدف عسكري، بل عائلات تبحث عن مأوى بعد تدمير منازلها في الأسابيع الماضية.

جاءت هذه التطورات في حين كانت الأنظار تتجه إلى مبادرة ترامب التي دعا من خلالها إلى وقف فوري لإطلاق النار تمهيداً لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع وبدء مسار تفاوضي جديد لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثاني، لكن القصف الإسرائيلي الكثيف، بحسب مراقبين، عكس تردداً في الالتزام بالمبادرة الأمريكية، وسط غياب مؤشرات واضحة على هدنة قريبة.

وأعلنت حركة حماس الجمعة استعدادها لبدء مفاوضات فورية لتنفيذ خطة ترامب "بما يضمن الإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب"، في حين أكدت إسرائيل أنها درست الرد الفلسطيني وتستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، من دون أن تتطرق إلى وقف العمليات العسكرية التي تستمر بلا هوادة.

نقاط خلاف وتناقضات

لم تتضمن وثيقة الرد الصادرة عن حماس أي إشارة إلى مسألتي نزع السلاح أو خروج المقاتلين من القطاع إلى دول أخرى، وهما من أبرز الشروط التي وضعها ترامب في مبادرته.

ويرى محللون أن هذه النقاط الخلافية قد تُفشل الجهود الأمريكية في الوصول إلى تسوية ميدانية، خصوصاً في ظل إصرار إسرائيل على الحل العسكري واعتبارها أن الضربات الجوية وسيلة للضغط على الحركة قبيل أي مفاوضات مباشرة.

ويعيش سكان غزة اليوم في أجواء من الرعب والقلق، وسط أصوات الانفجارات المستمرة التي تُسمع في كل أنحاء القطاع. الشوارع خالية إلا من سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني التي تبحث عن ناجين بين الركام.

ويقول أحد المتطوعين في الإغاثة الميدانية: "ننتشل الجثث من تحت البيوت، الأطفال هم أكثر الضحايا، كل ليلة تصبح غزة مدينة من الرماد".

وفي ظل هذا الواقع، يتفاقم العجز الإنساني يوماً بعد يوم، مع نقص الإمدادات الطبية والوقود، وانقطاع الاتصالات في بعض المناطق، لتصبح غزة ساحة يختنق فيها الأمل بين الركام والدم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية