المرأة في سباق البرلمان العراقي.. طريق شاق نحو التمثيل والمساواة

المرأة في سباق البرلمان العراقي.. طريق شاق نحو التمثيل والمساواة
الانتخابات العراقية - أرشيف

تعكس الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة ملامح نضال طويل تخوضه المرأة في سبيل ترسيخ حضورها في الحياة السياسية، فعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين، فما زال الطريق أمام النساء العراقيات مليئاً بالتحديات التي تعوق وصولهن إلى مواقع صنع القرار، في ظل ظروف اجتماعية وقانونية متشابكة، ومناخ سياسي متقلّب لا يمنحهن المساحة الكافية لإبراز قدراتهن.

وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، في بيان، الثلاثاء، عن ترشيح 7769 مرشحاً لخوض غمار الدورة السادسة للبرلمان العراقي، من بينهم 2248 مرشحة، في حين يتنافس 5520 مرشحاً على 329 مقعداً نيابياً.

وأوضحت المفوضية أن نسبة مشاركة النساء تُعد مؤشراً إيجابياً مقارنة بدورات سابقة، لكنها لا تزال دون الطموح، إذ تشير أرقام الميدان إلى فجوة كبيرة بين المرشحين من الجنسين.

تفاوت في التمثيل

كشفت منظمة كردستان للجميع من أجل تطوير الديمقراطية أن من بين 136 مرشحاً في الدورة الحالية، هناك 37 مرشحة، ما يعكس تصاعداً ملاحظاً في الحضور النسوي داخل الأحزاب الكردية.

وشهدت دائرة السليمانية ترشيح 37 امرأة توزعن على أحزاب عدة، أبرزها الاتحاد الوطني الكردستاني بـ 10 مرشحات، والحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 9 مرشحات، في حين توزعت الأخريات على أحزاب صغرى. ومع ذلك، لم تُعلن بعد تفاصيل مماثلة حول مدينتي دهوك وكركوك.

وأفادت المفوضية العليا بأن محافظة كركوك شهدت ترشح 73 امرأة من أصل 252 مرشحاً، في مؤشر على وعي متزايد لدى النساء بأهمية المشاركة السياسية. 

غير أن التفاوت في الأرقام بين المحافظات العراقية لا يزال يعكس تأثير العوامل القبلية والاجتماعية التي تحد من فرص النساء في بعض المناطق.

تراجع يحد من الطموح

تراجع قانون الانتخابات الجديد عن مطالبات بتخصيص 50% من المقاعد للنساء، مكتفياً بنسبة 25% فقط، أي ما يعادل 84 مقعداً من أصل 329. 

واعتبر نشطاء ومراقبون هذا التعديل تراجعاً خطيراً عن المسار الإصلاحي، مؤكدين أنه يقلص المكاسب التي حققتها المرأة العراقية بعد أعوام من النضال السياسي والاجتماعي.

وينص الدستور العراقي والمادة (16) من قانون مجلس النواب لعام 2019 على ضرورة ألا تقل نسبة تمثيل النساء عن 25%. 

ورغم ذلك، شهدت الدورة البرلمانية الخامسة انتخاب 97 امرأة، أي 30% من المقاعد، في خطوة فُسرت بأنها انتصار رمزي للنساء، وإن كان محدود الأثر في مستوى النفوذ السياسي الحقيقي.

تحديات أمام النساء

تواجه النساء العراقيات تحديات متجذرة، تبدأ من الأعراف الاجتماعية التي تقيد مشاركتهن، مروراً بنقص الدعم الحزبي والإعلامي، وصولاً إلى محدودية الموارد المالية اللازمة لخوض الحملات الانتخابية. 

ومع استمرار هذه المعوقات، تبقى المرأة العراقية تكافح من أجل تثبيت حضورها، لا بوصفها رقماً انتخابياً فحسب، بل صوت قادر على صياغة مستقبل البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية