الولايات المتحدة تتعهد بتقديم ملياري دولار مساعدات إنسانية للأمم المتحدة

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، تعهدها بتقديم ملياري دولار مساعدات إنسانية للأمم المتحدة، في خطوة تأتي في وقت تواصل فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب خفض المساعدات الخارجية وتحذير وكالات المنظمة الدولية من ضرورة التكيف مع واقع مالي أكثر تشدداً.

ويمثل هذا التعهد جزءاً محدوداً مقارنة بما كانت واشنطن تقدمه في السنوات الماضية، إلا أن الإدارة الأمريكية تعده إسهاماً سخياً يضمن بقاء الولايات المتحدة في موقع أكبر مانح للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، رغم تقليص الإنفاق الخارجي بشكل عام، وفق أسوشيتد برس.

صندوق موحد وشروط إصلاح

ويشمل التعهد إنشاء صندوق شامل يتم من خلاله توزيع الأموال على وكالات الأمم المتحدة المختلفة وفق أولويات محددة، في إطار ما تصفه واشنطن بمطالب إصلاح جوهرية داخل المنظمة الدولية. وترى الإدارة أن هذه الآلية ضرورية لضمان الكفاءة وترشيد الإنفاق.

مخاوف إنسانية متزايدة

في المقابل، أثارت هذه الخطوة قلقاً واسعاً بين العاملين في المجال الإنساني، الذين يحذرون من أن ربط التمويل بإصلاحات قسرية قد يؤدي إلى تخفيضات حادة في البرامج والخدمات، ما ينعكس مباشرة على ملايين المستفيدين في مناطق النزاعات والكوارث.

طالما كانت الولايات المتحدة أكبر داعم مالي لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية، حيث أسهمت لعقود في تمويل برامج الإغاثة والغذاء والصحة في مختلف أنحاء العالم. غير أن التحولات في السياسة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة أدت إلى تقليص تدريجي للمساعدات الخارجية، مع التركيز على إعادة هيكلة التمويل وربطه بأولويات سياسية وإدارية جديدة. ويأتي التعهد الحالي في سياق هذا التوازن الحساس بين الحفاظ على الدور القيادي الأمريكي عالمياً وتقليص الالتزامات المالية الخارجية.