ماريا كورينا ماتشادو.. نوبل تتوج سنوات النضال

ماريا كورينا ماتشادو.. نوبل تتوج سنوات النضال
ماريا كورينا ماتشادو

تصدّرت المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو الرأي العام العالمي، بعد إعلانها الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، بوصفها رمزًا للنضال من أجل الديمقراطية في أمريكا اللاتينية، وصوتًا لا يلين في وجه القمع الذي أنهك فنزويلا على مدار عقدين.

وُلدت ماتشادو في كاراكاس عام 1967 لعائلة من الطبقة الوسطى، وبرزت منذ سنوات دراستها الجامعية في جامعة سيمون بوليفار كإحدى الشابات الناشطات في الدفاع عن الحريات. 

انطلقت مسيرتها السياسية فعليًا عام 2002 عندما شاركت في تأسيس منظمة "سوميتيموس" المعنية بالدفاع عن حقوق التصويت ومراقبة الانتخابات، في وقت كانت فيه البلاد تحت حكم الرئيس الراحل هوجو تشافيز.

أبرز وجوه المعارضة

أصبحت ماريا كورينا أحد أبرز وجوه المعارضة الفنزويلية؛ واجهت تهديدات واعتقالات ومنعًا من الترشح، لكنها لم تتراجع عن الدعوة إلى انتخابات حرة ونزيهة، وإلى استعادة المؤسسات الديمقراطية التي تآكلت تحت حكم تشافيز ثم نيكولاس مادورو.

في عام 2010، انتُخبت نائبة في البرلمان، وكانت صوتًا ضد الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ما جعلها هدفًا لحملات تشويه ممنهجة من الحكومة. 

وفي 2014، شاركت في تنظيم مظاهرات سلمية واسعة ضد القمع وانهيار الخدمات، ليتم إسقاط عضويتها في البرلمان واتهامها بالخيانة، وهي التهمة التي لازمتها كلما ارتفع صوتها مطالبًا بالحرية.

رمز للمقاومة المدنية

على الرغم من الإقصاء السياسي والملاحقة، لم تغادر ماتشادو بلادها، بل تحولت إلى رمز للمقاومة المدنية، تقود جبهة سياسية واجتماعية تطالب بانتقال ديمقراطي سلمي يعيد الأمل للفنزويليين الذين أنهكتهم الأزمة الاقتصادية والهجرة الجماعية.

جاءت جائزة نوبل للسلام هذا العام اعترافًا بمسيرتها الطويلة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبصمودها.

لجنة الجائزة أشارت في بيانها إلى "شجاعتها في تحدي القمع السياسي، وتمسكها بالمقاومة السلمية سبيلاً للتغيير في فنزويلا".

اليوم، بعد أكثر من عقدين من المواجهة، أصبحت ماريا كورينا ماتشادو رمزًا للنساء المناضلات حول العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية