ضمن برامجها الإنسانية.. ألمانيا تستقبل دفعة جديدة من اللاجئين الأفغان
ضمن برامجها الإنسانية.. ألمانيا تستقبل دفعة جديدة من اللاجئين الأفغان
استقبلت ألمانيا دفعة ثالثة من اللاجئين الأفغان الذين وافقت برلين على إعادة توطينهم ضمن برامجها الإنسانية الخاصة بالأشخاص المعرّضين للخطر تحت حكم حركة طالبان، ومنهم موظفون محليون سابقون في المؤسسات الألمانية داخل أفغانستان، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، الجمعة.
وهبطت طائرة قادمة من إسطنبول مساء الخميس في مطار هانوفر-لانغنهاغن شمالي البلاد، وهي تقلّ 14 مواطناً أفغانياً، ليكونوا المجموعة الثالثة التي تصل إلى ألمانيا منذ تولي المستشار فريدريش ميرتس منصبه في مايو الماضي.
وبدأت المجموعة رحلتها من باكستان بعد انتظار طويل استمر لأشهر، قبل أن يتم نقلها إلى ألمانيا عبر التنسيق بين السلطات الألمانية وشركائها الدوليين، في إطار برنامج القبول الألماني للأشخاص المعرّضين للاضطهاد.
وأكدت وزارة الداخلية الألمانية أن جميع اللاجئين الذين تمت الموافقة على دخولهم يخضعون لإجراءات تدقيق أمني شامل وفحوصات طبية دقيقة قبل السماح لهم بدخول البلاد، لضمان توافق العملية مع القوانين الوطنية ومعايير الأمن الداخلي.
إعادة توطين داخل ألمانيا
ونُقل اللاجئون بعد وصولهم إلى مراكز استقبال مؤقتة في هانوفر، حيث سيخضعون لمرحلة تعريفية وإدارية قبل توزيعهم على ولايات ألمانية مختلفة.
وكانت مجموعات سابقة من الأفغان قد وصلت بالطريقة ذاتها خلال الأشهر الماضية، حيث تم توطينهم في مناطق متعددة من البلاد، في إطار برنامج إنساني بدأته برلين بعد سقوط كابل في أيدي طالبان في أغسطس 2021.
وتُعد هذه الخطوة استمراراً محدوداً للالتزامات الألمانية تجاه حلفائها المحليين السابقين من الموظفين والمترجمين الذين عملوا مع المؤسسات الألمانية العسكرية والمدنية في أفغانستان خلال العقدين الماضيين.
استمرار القضايا القانونية
وأقدمت الحكومة الألمانية التي يقودها الائتلاف المحافظ بزعامة فريدريش ميرتس، في مايو 2025 على تعليق برنامج إعادة التوطين الخاص بالأفغان المعرضين للخطر، وهو البرنامج الذي كان يشمل موظفين محليين سابقين وأقاربهم ومحامين وصحفيين ونشطاء يخشون الاضطهاد من طالبان.
ورغم هذا التعليق، تمكّن عدد من الأفغان من الحصول على تأشيرات دخول بقرارات قضائية بعد أن رفعوا دعاوى أمام المحاكم الألمانية لإلزام الحكومة بتنفيذ موافقات سابقة.
وتُقدَّم المساعدة في العديد من هذه القضايا من قبل منظمة الإغاثة “كابل إيرليفت” التي تعمل منذ سنوات على دعم عمليات إجلاء وإنقاذ الأفغان المعرضين للخطر.
آلاف ينتظرون في باكستان
وكشفت الحكومة الألمانية أن هناك حالياً نحو 1910 أشخاص في باكستان يحملون موافقات استقبال رسمية في إطار إجراءات إعادة التوطين الألمانية الخاصة بأفغانستان.
ومن بين هؤلاء نحو 220 موظفاً محلياً سابقاً في مؤسسات ألمانية، وقرابة 60 شخصاً مدرجين على "قائمة حقوق الإنسان"، بالإضافة إلى حوالي 600 أفغاني ضمن "برنامج الجسر"، ونحو 1030 آخرين من المستفيدين من "برنامج الاستقبال الاتحادي لأفغانستان".
وتؤكد هذه الأرقام أن آلاف الأفغان ما زالوا عالقين في انتظار موافقات السفر، بعضهم يعيش منذ أكثر من عامين في ظروف صعبة داخل إسلام أباد، بلا فرص عمل أو إقامة قانونية مستقرة، على أمل أن يتمكنوا من مغادرة البلاد والانضمام إلى أقاربهم في أوروبا.
إنهاء برامج القبول المستقبلية
وتعهدت الحكومة الألمانية في اتفاقها الائتلافي الأخير بإنهاء برامج القبول الطوعية الخاصة بالأفغان وعدم استحداث برامج جديدة مستقبلاً، مبرّرة القرار برغبتها في "تنظيم الهجرة الإنسانية على نحو أكثر دقة" عبر التعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأثار القرار موجة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان والجمعيات المدنية التي اعتبرت أن تعليق البرنامج يتناقض مع القيم الإنسانية التي تدّعيها برلين، خاصة في ظل استمرار حالات الاضطهاد والتمييز ضد النساء والموظفين السابقين في أفغانستان.
ورغم ذلك، تواصل بعض الولايات الألمانية والبلديات جهودها لاستقبال عدد محدود من اللاجئين الأفغان عبر مبادرات محلية، في محاولة لتخفيف المعاناة عن العائلات التي ما زالت تنتظر منذ سنوات الخروج من دائرة الخطر.










