إغلاق معبر تورخام يترك مئات طلاب الطب الأفغان عالقين في باكستان

إغلاق معبر تورخام يترك مئات طلاب الطب الأفغان عالقين في باكستان
المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان

تفاقمت أزمة إنسانية وتعليمية جديدة على الحدود الباكستانية الأفغانية، بعد أن وجد نحو 300 طالب طب من إقليم خيبر باختونخوا أنفسهم عالقين في باكستان، غير قادرين على العودة إلى بلادهم لحضور اختبارات السنة النهائية الحاسمة في كلياتهم الطبية داخل أفغانستان، وذلك إثر استمرار إغلاق معبر تورخام الحدودي منذ منتصف أكتوبر.

وأفادت صحيفة "دون" الباكستانية، اليوم الأربعاء، بأن مئات الطلاب يعيشون حالة من القلق واليأس، بعدما أُغلِق المعبر في 12 أكتوبر الماضي نتيجة تصاعد التوترات والاشتباكات الحدودية بين القوات الباكستانية والأفغانية، ما أدى إلى توقف حركة المدنيين والتجارة بين البلدين.

وأوضح الطلاب أنهم عادوا إلى منازلهم في إقليم خيبر باختونخوا لقضاء عطلة قصيرة، لكنهم فوجئوا بإغلاق المعبر عند موعد عودتهم إلى جامعاتهم في أفغانستان استعداداً لامتحاناتهم النهائية، التي من المقرر أن تبدأ خلال أيام قليلة.

نداءات عاجلة للمساعدة

وطالب عدد من الطلاب السلطات الإقليمية في باكستان بالتدخل العاجل لمساعدتهم على العودة إلى أفغانستان بطرق آمنة ومنظمة، مؤكدين أن تكاليف السفر الجوي إلى كابول أو جلال آباد باهظة للغاية ولا يمكنهم تحملها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وقال أحد الطلاب في تصريحات للصحيفة: "نحن نعيش بين خوفين، الأول هو ضياع مستقبلنا الدراسي، والثاني هو بقاؤنا هنا دون موارد أو دعم"، مضيفاً أن العديد منهم باتوا يعتمدون على أقاربهم أو أصدقائهم لتأمين الطعام والمأوى.

ويأتي إغلاق معبر تورخام، الذي يُعد أحد أهم المنافذ الحدودية بين البلدين، على خلفية اشتباكات مسلحة اندلعت منتصف أكتوبر بين القوات الباكستانية وعناصر من حركة طالبان الأفغانية، ما دفع إسلام آباد إلى تعليق حركة العبور بالكامل.

ويؤدي هذا الإغلاق إلى تداعيات إنسانية واسعة، إذ يعرقل حركة المدنيين، ويؤثر على التجارة، كما يعطل عودة المرضى والطلاب والعاملين العابرين للحدود بشكل يومي.

مستقبل غامض وتعليم مهدد

ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار الأزمة إلى ضياع العام الدراسي لعدد كبير من الطلاب الأفغان الذين يدرسون في جامعات داخل البلاد، خصوصاً في التخصصات الطبية التي تتطلب حضوراً عملياً وميدانياً.

ويرى خبراء التعليم في المنطقة أن هذه القضية تعكس الآثار الإنسانية العميقة للتوترات السياسية بين البلدين، حيث يدفع الطلبة والعمال ثمن الصراعات الأمنية دون ذنب.

ودعت منظمات مدنية باكستانية الحكومة إلى فتح ممر إنساني مؤقت عبر تورخام لتمكين الطلاب والمرضى من العبور، مؤكدة أن التعليم يجب ألا يكون ضحية الخلافات السياسية أو الأمنية، وأن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لحماية مستقبل الشباب في كلا البلدين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية