تحذير أممي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة وسط استمرار القيود والعمليات الإسرائيلية
تحذير أممي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة وسط استمرار القيود والعمليات الإسرائيلية
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الأنشطة العسكرية المتواصلة في قطاع غزة ما تزال تعرّض المدنيين، ومنهم العاملون في مجال الإغاثة، لمخاطر جسيمة، داعياً الجيش الإسرائيلي إلى الالتزام بمبدأ الحذر الدائم لتجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية.
وقال المكتب في بيان له الجمعة إن التقارير اليومية تشير إلى استمرار تفجير المباني السكنية في مناطق متعددة لا يزال الجيش الإسرائيلي ينتشر فيها، خاصة شرق خان يونس وشرق مدينة غزة ورفح، كما أفاد المكتب بوقوع ضربات إسرائيلية بالقرب مما يُعرف بالخط الأصفر، أسفرت عن سقوط ضحايا بين المدنيين، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
نزوح واسع ومعاناة مستمرة
وأوضح شركاء الأمم المتحدة الذين يراقبون تحركات السكان أن مئات الآلاف من العائلات نزحت من منازلها منذ وقف إطلاق النار الأخير، في حين عبّرت عائلات أخرى عن رغبتها في البقاء في مواقع نزوحها الحالية بسبب الدمار الواسع وانعدام البدائل وصعوبة العودة إلى المناطق الأصلية التي ما تزال تفتقر إلى الخدمات الأساسية.
وفي مؤتمر صحفي بنيويورك، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن فرق المنظمة وشركاءها يواصلون الوصول إلى المحتاجين حيثما يُسمح لهم، ويقدمون مساعدات حيوية تشمل الغذاء والرعاية الصحية والمياه والمأوى، في إطار خطة إنسانية طارئة تمتد لستين يوماً، وأشار إلى أن عدد العائلات المستفيدة من المساعدات النقدية ارتفع إلى خمسة وخمسين ألف عائلة، بعد أن كان أربعين ألفاً في سبتمبر الماضي، وتُستخدم هذه المساعدات أساساً لشراء الغذاء وسداد الديون وتأمين الأدوية ومستلزمات النظافة.
قيود إسرائيلية على دخول المساعدات
ورغم الجهود المستمرة، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن القيود المفروضة على إدخال مواد الإغاثة إلى القطاع ما زالت تعرقل العمل الإنساني، وأوضح أن السلطات الإسرائيلية رفضت مئة وسبعة طلبات لإدخال مواد إغاثية مقدمة في الغالب من منظمات غير حكومية محلية ودولية، شملت بطانيات وملابس شتوية ومواد أساسية أخرى، مشيراً إلى أن نصف هذه الطلبات رُفضت بحجة أن الجهات المقدمة غير مخولة بإدخال المساعدات.
عقبات لوجستية تهدد الاستجابة
وأضاف حق أن هناك عقبة أخرى تتمثل في نقص سعة المستودعات داخل قطاع غزة، وهو ما يهدد استمرارية عمليات الإغاثة ويقوّض سلاسل التوريد الضرورية لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية على المدى الطويل، وأكد أن الأمم المتحدة تسعى لضمان تمكين جميع المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات والحصول على التصاريح اللازمة دون تأخير.
يشهد قطاع غزة منذ سنوات أزمة إنسانية متصاعدة تفاقمت بشدة مع تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية، ما أدى إلى تدمير واسع للبنى التحتية ونزوح جماعي للسكان، وتواجه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحديات هائلة في إيصال المساعدات نتيجة القيود الأمنية وشح الموارد ونقص الوقود والمياه. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يعتمد أكثر من ثلثي سكان القطاع على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، في حين تستمر الجهود الدولية في المطالبة بفتح ممرات آمنة وتسهيل وصول الإغاثة إلى جميع المحتاجين دون تمييز أو تأخير.










