تحت القصف والجوع والأنقاض.. نداء أممي عاجل لإنقاذ عشرات الآلاف من نازحي غزة
تحت القصف والجوع والأنقاض.. نداء أممي عاجل لإنقاذ عشرات الآلاف من نازحي غزة
في مشهد إنساني مأساوي متجدد، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن نحو 75 ألف نازح في قطاع غزة يعيشون أوضاعًا قاسية داخل أكثر من مئة مبنى تابع لها، رغم أن معظم هذه المرافق تعرضت لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأوضحت الأونروا، في بيان نشرته عبر منصتها على "إكس" الثلاثاء، أن الملاجئ التابعة لها تعاني اكتظاظًا شديدًا ونقصًا حادًا في المياه والغذاء والمستلزمات الأساسية، مؤكدة أن الوضع الصحي في هذه الملاجئ بات على حافة الانهيار نتيجة انتشار الأمراض وسوء الصرف الصحي.
وحذرت الوكالة من أن استمرار هذا الوضع يهدد حياة عشرات الآلاف من النازحين، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، في وقت تفتقر فيه المرافق الصحية العاملة إلى الأدوية والإمدادات الأساسية. وأضافت أن 90 في المئة من سكان غزة يعانون من سوء التغذية، في ظل انقطاع الإمدادات الإنسانية عن معظم مناطق القطاع.
وأكدت الأونروا أن طواقمها تواصل العمل في ظروف بالغة الصعوبة لتقديم المساعدات العاجلة، رغم محدودية الموارد وتكرار استهداف مقراتها، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لضمان حماية المدنيين وتحسين الأوضاع الإنسانية التي تزداد تدهورًا يومًا بعد يوم.
وقف إطلاق النار
تزامن إعلان الأونروا مع استمرار خروقات قوات الجيش الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الرابع والعشرين، حيث شنت إسرائيل غارات جديدة على مناطق متفرقة في جنوب وشرق القطاع.
وأفادت وكالة "سما" الفلسطينية بأن الطيران الإسرائيلي استهدف مناطق بين بني سهيلا ومعن شرق خان يونس، تزامنًا مع تفجير عدد من المنازل، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، في حين نفذت القوات البرية عمليات نسف واسعة في المناطق الشرقية من المدينة.
وفي رفح، أدت سلسلة خروقات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم سيدتان.
جثامين الشهداء والمأساة
سلم الجيش الإسرائيلي جثامين 45 شهيدًا فلسطينيًا جديدة، ليرتفع عدد الجثامين المسلمة منذ بدء وقف إطلاق النار إلى 270، لم يُتعرف إلا على 78 منها حتى الآن، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن الوضع الميداني كارثي بكل المقاييس، مؤكدًا أن طواقم الإنقاذ تعمل بأدوات بدائية لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، في ظل غياب شبه كامل للمعدات الثقيلة.
وأوضح بصل في تصريحات أوردتها قناة الأقصى أن الدفاع المدني يعمل في حدود طاقته الدنيا بسبب الحصار، مشيرًا إلى أن مخلفات القصف الإسرائيلي تمثل قنابل موقوتة تهدد حياة المدنيين في مختلف المناطق. ودعا الوسطاء إلى التدخل العاجل للضغط على إسرائيل لوقف الخروقات وضمان إدخال المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ.
ركام الحرب ونداء الحياة
تشير التقديرات إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلّفت نحو 61 مليون طن من الركام، في وقت لا تزال جثامين ما لا يقل عن عشرة آلاف شهيد مدفونة تحت الأنقاض، وفق بيانات السلطات المحلية. وتعتمد فرق الإنقاذ على أدوات بسيطة مثل المجارف والمعاول وعربات اليد، بينما ترفض إسرائيل حتى الآن إدخال الجرافات والمعدات الثقيلة.
ويحذر مسؤولو الدفاع المدني من أن استمرار منع دخول هذه المعدات سيؤدي إلى تفاقم الكارثة، مع تحلل الجثث تحت الأنقاض وتزايد خطر تفشي الأوبئة.
تعيش غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، فمنذ اندلاع الحرب الأخيرة وما تلاها من عمليات عسكرية مكثفة، يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، وسط تدمير شامل للبنية التحتية، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 70 في المئة من سكان القطاع نزحوا من منازلهم، وأن نحو 90 في المئة يعيشون تحت خط الفقر.
تأسست الأونروا عام 1949 لتقديم الإغاثة للاجئين الفلسطينيين، وتعمل اليوم في ظروف هي الأكثر قسوة منذ نشأتها، وتواجه الوكالة أزمة تمويل خانقة نتيجة تجميد عدد من الدول المانحة مساعداتها، ما يهدد قدرتها على مواصلة تقديم الخدمات الأساسية في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن.










