تأشيرات كأس العالم 2026.. موازنة الأمن مع حماية حقوق ملايين المشجعين الدوليين

تأشيرات كأس العالم 2026.. موازنة الأمن مع حماية حقوق ملايين المشجعين الدوليين
كأس العالم 2026

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة جديدة لتسهيل حصول المشجعين على مواعيد مقابلات التأشيرة لحضور مباريات كأس العالم 2026، لكنه أكد أن هذا التيسير لا يعني دخولًا تلقائيًا إلى الولايات المتحدة.

ووفقاً لصحيفة "الغارديان"، صرح وزير الخارجية ماركو روبيو بأن حاملي التذاكر سيحصلون على مواعيد أولوية للمقابلات، مشددًا على أن جميع المتقدمين سيخضعون لنفس إجراءات التدقيق الأمنية، قائلاً: "تذكرتك ليست تأشيرة.. إنها لا تضمن دخولك إلى الولايات المتحدة".

زيادة عدد الموظفين

أفادت روبيو، أن وزارة الخارجية الأمريكية نشرت أكثر من 400 موظف قنصلي إضافي في عدة دول، وفي بعض الحالات ضاعفت عدد الموظفين للتعامل مع الارتفاع الكبير في طلبات التأشيرات، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأكد أن هذه الإجراءات ساعدت على خفض أوقات انتظار التأشيرات من أكثر من عام إلى 60 يومًا أو أقل في نحو 80% من الدول، ما يسلط الضوء على أهمية الإجراءات الإدارية في حماية حقوق المشجعين وضمان عدم تمييزهم على أساس الجنسية.

ومن جانبه، صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، بأن العدد المتوقع للحضور يتراوح بين 5 و10 ملايين شخص من جميع أنحاء العالم، مع بيع ما يصل إلى 6 إلى 7 ملايين تذكرة، وفقاً لـ"الغارديان"،  وأشار إلى أن المشترين ينتمون إلى 212 دولة ومنطقة مختلفة، ما يعكس التنوع الدولي ويضع مسؤولية إضافية على الولايات المتحدة لضمان حقوق المشجعين في الوصول بأمان والمشاركة في البطولة.

تأثير السياسات المحلية

هدد الرئيس ترامب بنقل المباريات من المدن المضيفة التي يعدها إشكالية، مستهدفًا مدينة سياتل وعمدتها الاشتراكية الديمقراطية الجديدة، وأكد ترامب استعداده لنشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس، موضحًا أن الهدف حماية البطولة والشخصيات المشاركة، لكنه أثار تساؤلات حول حقوق المشجعين من حيث الاستقرار القانوني وأمان السفر وحرية التنقل.

وأفاد تقرير رويترز بأن النظام الجديد يُنشئ أولوية في مواعيد المقابلات لحاملي التذاكر، لكنه لا يعني دخولًا تلقائيًا للولايات المتحدة، وأشار ترامب إلى أن التأشيرات ستُسرّع في معظم الدول، وأن وقت الانتظار أصبح 60 يومًا أو أقل، مع خلق حوالي 200 ألف وظيفة وزيادة العائدات المالية إلى نحو 30 مليار دولار.

ويبرز هنا البعد الحقوقي في ضرورة الموازنة بين تسهيل الدخول وحماية الحدود، ما يضمن احترام حقوق المشجعين وعدم حرمان أي شخص بناءً على التمييز أو الإجراءات الإدارية البطيئة.

رد الفيفا على المخاوف

نشر تقرير لصحيفة "بوليتيكو" تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الذي نفى أن سياسات الحدود الأمريكية الصارمة ستؤثر سلبًا في البطولة، وأوضح أن حرص البيت الأبيض على عودة الزوار بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم هو ممارسة شائعة عالميًا، مؤكّدًا أن الهدف الرئيسي هو الترحيب بالمشجعين من جميع الجنسيات وضمان مشاركتهم بشكل آمن ومنصف، ما يمثل أهمية حقوقية تتعلق بالوصول والمساواة بين المشجعين، دون تمييز أو قيود تعسفية.

وأكد إنفانتينو أن هناك تنسيقًا وثيقًا مع البيت الأبيض لضمان سلامة الجماهير وسير البطولة دون تعقيدات، ومنها التعاون مع وكالات الحدود والهجرة الأمريكية، ويعكس هذا التنسيق ضرورة وجود إطار متعدد الأطراف لحماية الحقوق، يضمن أن الإجراءات الأمنية والإدارية لا تنتهك حق الأفراد في السفر والمشاركة في الفعاليات الدولية.

أفاد ترامب ووزارة الخارجية الأمريكية بأن جميع المشجعين سيخضعون لنفس إجراءات التدقيق الأمنية، ما يعني تطبيقًا متساويًا للمعايير على الجميع، بغض النظر عن الدولة الأصلية.

كما أوضح إنفانتينو أن المشترين للتذاكر من 212 دولة سيحصلون على معلومات مفصلة حول نظام المواعيد ذات الأولوية في أوائل عام 2026، ويشير هذا إلى أهمية إعلام الجمهور وإعطائهم فرصة للتحضير، وهو حق أساسي للمواطنين والمقيمين الأجانب الراغبين في المشاركة بالبطولة، ويعزز مبدأ المساواة في المعاملة.

الاستعدادات اللوجستية والأمنية

أعلن الرئيس ترامب عن استعداد الحرس الوطني لدعم المدن المضيفة في حال وجود أي مشكلة أمنية، مؤكدًا أن الهدف حماية الجماهير والشخصيات البارزة المشاركة.

وأفاد إنفانتينو أنه سيواصل الاجتماعات مع ترامب ومسؤولي الفيفا لضمان سير البطولة بسلاسة، مع التركيز على حقوق المشجعين في السفر والمشاركة، وفقاً لتقرير "بوليتيكو".

يُظهر الوضع الحالي لتأشيرات كأس العالم 2026 أهمية النظر للموضوع من منظور حقوقي، يشمل حماية حرية السفر، ضمان المساواة بين جميع المشجعين، توفير الشفافية في الإجراءات، ومساءلة السلطات عن أي منع تعسفي، ويؤكد التعاون بين الفيفا والحكومة الأمريكية على ضرورة توازن الأمن مع حقوق الأفراد، ما يضمن مشاركة عادلة وآمنة لجميع الجماهير الدولية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية