حوا كول أميري.. أفغانية تناضل يومياً من أجل حقها في الحياة

حوا كول أميري.. أفغانية تناضل يومياً من أجل حقها في الحياة
وقفة تطالب بحماية الأفغان - أرشيف

يحمل الخامس والعشرون من نوفمبر دلالات خاصة للنساء حول العالم، فهو اليوم الذي ارتفع فيه صوت المناضلات والمثقفات للمطالبة بحقوق النساء وكشف الجرائم المرتكبة ضدهن. 

لكن بعيدًا عن المؤتمرات والمناسبات العالمية، تخوض نساء أفغانيات معركة يومية صامتة لكنها لا تقل صرامة، حيث يسعين للبقاء وتأمين أبسط حقوق الحياة وسط ظروف صعبة للغاية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المرأة، اليوم الثلاثاء.

في أفغانستان، تواجه شريحة واسعة من النساء تحديات مزدوجة؛ فهن يقاومن ليس فقط سياسات الحكام المتشددة، بل وأيضًا الأعراف المجتمعية التي تحد من حريتهن، ومع ذلك، يظل صوتهن غائباً عن وسائل الإعلام والمنابر العامة، فلا يُسمع ولو لمرة واحدة، ولا يُطرح دورهن للنقاش على أي مستوى رسمي أو مدني.

إرادة لا تُقهر

تشير إحصاءات رسمية قديمة إلى أن نسبة النساء المتعلمات في القراءة والكتابة لا تتجاوز واحداً بالمئة، في حين لا تجيد الغالبية سوى المهارات الأساسية. 

ورغم ذلك، فإن النساء المتعلمات يلعبن دوراً محورياً في دفع عجلة المجتمع إلى الأمام، حيث يُصبح كل نجاح تعليمي خطوة في كسر قيود التمييز وإثبات قيمة المرأة في المجتمع الأفغاني.

الكثير من الفتيات حصلن على فرصة التعليم بفضل جهود أمهاتهن غير المتعلمات، اللواتي وقفن بحزم أمام الزواج المبكر وسعين إلى حماية بناتهن من أشكال العنف الأسري، محققات أثرًا ملموسًا في الجيل الجديد. 

هذا النضال لا يقتصر على حماية بناتهن فقط، بل امتد لمنع تعدد الزوجات، وتعزيز الحقوق الأساسية، مؤكداً أن الإرادة النسائية قادرة على تغيير الواقع وحماية الكرامة الإنسانية.

الصمود في جوزجان

في ولاية جوزجان، حوا كول أميري، امرأة أفغانية في الخامسة والستين، تحمل على يديها آثار سنوات من العمل الشاق، ورغم ذلك، ارتسمت على وجهها ابتسامة حين تحدثت عن دورها في حماية النساء والفتيات في قريتها.

قالت: "لا أعرف معنى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، لكن أعلم شيئًا واحدًا.. لا ينبغي إجبار الفتيات على الزواج، وإذا تزوجن فلا يجوز معاملتهن معاملة العبيد.. المرأة لها الحق في الحياة تمامًا كالرجل".

وأضافت بحزم أن تعليم الفتيات كان أولوية مطلقة منذ زواج أبنائها، فحرصت على أن تستكمل زوجاتهم تعليمهن بعد الزواج، ولم تسمح بزواج مبكر لبناتها مهما كانت التحديات. 

وأوضحت: "كنت أتحدث بهدوء مع أي أب أو أخ يمنع بناته من المدرسة، وإذا لم يستجبوا كنت أصرّ وأدفع الفتيات للتعليم بالقوة إن لزم الأمر".

تروي حوا أن تدخلها الأول واجه انتقادات شديدة، حيث اتهمها الكثيرون بالجنون والتطفل، لكنها واصلت جهودها، ومع مرور الوقت، تراجع العنف واختفت حالات الانتهاك تقريباً في قريتها، مشيرة إلى أن بعض الحالات النادرة انتهت باعتذار الجناة وتوقفهم عن التكرار.

نضال من أجل المستقبل

حوا كول أميري ليست مجرد شخصية محلية، بل رمز للنضال النسوي في أفغانستان، فهي تمثل الأمل في مجتمع يواجه تحديات كبيرة فيما يخص حقوق النساء. 

نضالها يثبت أن التغيير ممكن، وأن إرادة النساء قادرة على حماية الحياة وصون الكرامة الإنسانية، حتى في أصعب الظروف.

في هذا اليوم، وعبر قصص النساء مثل حوا، يتضح أن النضال النسوي ليس مجرد شعارات أو مناسبات عالمية، بل هو جهد يومي مستمر، من أجل توفير الحق في التعليم، ومنع العنف الأسري، وضمان حرية الاختيار والحياة الكريمة لكل فتاة وامرأة أفغانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية