أمام مقر الصليب الأحمر بغزة.. أهالي الأسرى الفلسطينيين يطالبون بالإفراج عن أبنائهم
أمام مقر الصليب الأحمر بغزة.. أهالي الأسرى الفلسطينيين يطالبون بالإفراج عن أبنائهم
أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي مدينة غزة احتشد عشرات من أهالي الأسرى الفلسطينيين والأسرى المحررين ونشطاء حقوق الإنسان في مشهد إنساني تختلط فيه مشاعر الألم بالأمل، وحمل المشاركون صور أبنائهم ولافتات تطالب بوقف ما يصفونه بالمجازر الصامتة داخل السجون الإسرائيلية والإفراج عن آلاف المعتقلين الذين يعيشون ظروفاً قاسية تنتهك أبسط الحقوق.
عند بوابة المقر ارتفعت صور الأسرى في حين ظل المشاركون يتطلعون إلى أي بادرة توحي بقرب الفرج، وبرزت صور قادة الحركة الأسيرة كأنها ذاكرة جماعية لا تغيب رغم الحرب والدمار بحسب ما أوردته وكالة أخبار اليوم للأنباء اليوم الثلاثاء.
تروي سهام الخطيب زوجة الأسير الطبيب رائد مهدي تفاصيل معاناة تتجاوز حدود الصبر، وتقول إن عائلات الأسرى الفلسطينيين تعيش في قلق يومي بسبب انقطاع المعلومات عن أماكن احتجاز ذويهم وظروفهم الصحية.
وتوضح أن محاولات التواصل بواسطة المحامين تصطدم دوماً بالصمت وأن الغياب يتحول إلى عبء نفسي ثقيل يرافق الأسر يوماً بعد يوم، وتشير إلى أن معاناة العائلات تضاعفت بعد اندلاع الحرب على غزة؛ حيث تتحمل الأسر مسؤوليات مضاعفة في واقع اقتصادي وإنساني خانق في حين يعيش أبناؤهم ظروفاً أشد قسوة داخل السجون.
شهادات مؤلمة
الأسير المحرر مجدي ياسين يصف سنوات اعتقاله الأخيرة بأنها الأصعب منذ عقود، ويؤكد أن الإجراءات داخل السجون الإسرائيلية أصبحت أكثر قسوة منذ أحداث أكتوبر عام 2023 وأن عمليات القمع والتجويع والحرمان من العلاج باتت أكثر انتشاراً، ويوضح أن تشريع قوانين إسرائيلية جديدة تتيح إلحاق الأذى بالأسرى يعكس انحداراً خطيراً وصمتاً دولياً مقلقاً، ويقول إن وقفتهم أمام الصليب الأحمر تهدف إلى إيصال صوت الأسرى والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز.
وتفيد معطيات نادي الأسير الفلسطيني بأن عدد المعتقلين وصل إلى نحو 9 آلاف أسير بينهم أكثر من 3700 قيد الاعتقال الإداري دون محاكمة ومئات الأطفال والنساء، ويؤكد ياسين أن هذه الأرقام ليست بيانات جامدة بل حكايات بشر تم اقتلاعهم من حياتهم وتركهم في ظروف قاسية تهدد حياتهم بشكل يومي. وتشير شهادات الأسرى المحررين والمؤسسات الحقوقية إلى تعرض الأسرى للعزل الانفرادي والتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الزيارات والإهمال الطبي.
يطالب المشاركون الدول الراعية لجهود وقف إطلاق النار بالتدخل والضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف الانتهاكات داخل السجون مؤكدين أن حياة كثير من الأسرى في خطر وأن بعضهم يقف بين الحياة والموت، ويشددون على استمرار فعاليات الاحتجاج للتأكيد أن الأسرى ليسوا مجرد ملفات سياسية، بل بشر لهم حق الحياة والكرامة.
اعتصام يتحدى الركام
يعد هذا الاعتصام الأسبوعي الثاني منذ وقف الحرب على قطاع غزة ويأتي امتداداً لمسار نضالي يصر الأهالي على مواصلته رغم الألم والدمار، فوسط ما تبقى من الركام وفي ظل معاناة يومية لا تهدأ يحرص أهالي الأسرى على حضور وقفتهم الأسبوعية أمام مقر الصليب الأحمر حاملين صور أبنائهم لتأكيد أن قضية الأسرى ستظل حاضرة مهما اشتدت الأزمات وأن صوت العائلات سيبقى شاهداً على معاناة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
قضية الأسرى الفلسطينيين تعد من أكثر الملفات تعقيداً في الصراع الممتد منذ عقود، وتشير تقارير حقوقية إلى أن سياسة الاعتقالات كانت على الدوام جزءاً من أدوات السيطرة في الأراضي الفلسطينية، حيث شهدت السجون الإسرائيلية موجات متكررة من الإضرابات عن الطعام وعمليات العزل، إضافة إلى انتقادات واسعة لظروف الاحتجاز.
وتؤكد منظمات دولية أن الاعتقال الإداري الذي يتم دون توجيه تهم محددة يشكل أحد أبرز الانتهاكات المستمرة، وتطالب مؤسسات فلسطينية ودولية بتفعيل دور المنظمات الإنسانية والحقوقية لضمان توفير معايير الاحتجاز المنصوص عليها في القوانين الدولية والإفراج عن الحالات المرضية والنساء والأطفال، وسط غياب حلول جذرية حتى الآن.











