قبل أيام من انتهاء إقامته الجبرية.. اعتقال سياسي روسي معارض لحرب أوكرانيا

قبل أيام من انتهاء إقامته الجبرية.. اعتقال سياسي روسي معارض لحرب أوكرانيا
السياسي المعارض ليف شلوسبرغ

أقدمت السلطات الروسية على اعتقال السياسي المعارض ليف شلوسبرغ ووضعه في الاحتجاز الاحتياطي قبل أيام من الموعد المقرر لرفع الإقامة الجبرية عنه، في خطوة أثارت المزيد من الجدل حول حملات التضييق على الأصوات الرافضة للحرب في أوكرانيا.

ويعد شلوسبرغ البالغ من العمر واحداً وستين عاماً، من أبرز أعضاء حزب يابلوكو ومن بين القلة التي ما زالت تعلن رفضها الحرب من داخل روسيا رغم تصاعد القيود.

وأفاد حزب يابلوكو أن محكمة في مدينة بسكوف أمرت الجمعة باحتجاز شلوسبرغ احتياطياً حتى فبراير، بناءً على تهم إضافية تتعلق بنشر معلومات اعتبرتها السلطات كاذبة عن الجيش الروسي. وجاء القرار قبل أيام قليلة من الموعد المقرر لإنهاء الإقامة الجبرية عنه في الثامن من ديسمبر، وفق “فرانس برس”.

وأشار محامون في مجال حقوق الإنسان إلى أن ما يتعرض له شلوسبرغ يدخل ضمن ما يعرف بأسلوب الكاروسيل، حيث يتم توجيه سلسلة من التهم المتتالية لضمان بقاء الشخص رهن الاحتجاز لفترات طويلة من دون السماح له بمغادرة الأراضي الروسية أو مواصلة نشاطه السياسي.

قمع معارضي الحرب

يأتي هذا التطور في ظل استمرار موسكو في تشديد إجراءاتها ضد المعارضين للحرب في أوكرانيا، بعد فرض قوانين رقابية مشددة وإصدار أحكام سجن مطولة بحق من يعبرون عن مواقف مخالفة للنهج الرسمي. 

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعٍ لإغلاق المجال أمام أي صوت قد يؤثر في المناخ السياسي الداخلي.

وعقب إعلان قرار المحكمة، وجّه شلوسبرغ رسالة عبر منصات التواصل الاجتماعي شكر فيها مؤيديه وحثهم على التمسك بالأمل، مؤكداً أن الحرية قيمة راسخة رغم القيود التي تحيط به، في رسالة عدّها كثيرون دليلاً على استمرار عزيمته السياسية.

ويمتد الضغط إلى شخصيات بارزة أخرى داخل الحزب، إذ يواجه مكسيم كروغلوف ونيكولاي ريباكوف اتهامات مشابهة مرتبطة بمواقفهما المناهضة للحرب في أوكرانيا، كما عبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها من تزايد عمليات الاستهداف، مؤكدة في بيان أن السلطات الروسية تعمل على تفكيك ما تبقى من المعارضة السلمية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر 2026.

معارضة وانتقادات متبادلة

ورغم أن غالبية المعارضين البارزين غادروا البلاد بسبب الضغوط المتصاعدة، فإن شلوسبرغ واجه في الفترة الأخيرة انتقادات من شخصيات معارضة في المنفى بدعوى أنه لم يذهب بعيداً في إدانة الغزو الروسي، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي المعارض داخل روسيا.

يعد حزب يابلوكو واحداً من أقدم الأحزاب السياسية ذات التوجه الليبرالي في روسيا، وقد حافظ على موقفه الرافض للعمليات العسكرية في أوكرانيا منذ اندلاعها. 

وتزايدت القيود على الحزب وأعضائه خلال السنوات الأخيرة في ظل تشديد الرقابة على الخطاب العام وإقرار قوانين تجرم نشر ما تصفه السلطات بمعلومات كاذبة عن الجيش. 

ويأتي ذلك في إطار توجه أوسع لإحكام السيطرة على المجال السياسي الداخلي ومنع أي حراك قد يشكل تحدياً للسياسات الرسمية، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية