بطل واقعة سيدني.. اللاجئ السوري أحمد الأحمد يتعرض لحملة تضليل على الإنترنت

بطل واقعة سيدني.. اللاجئ السوري أحمد الأحمد يتعرض لحملة تضليل على الإنترنت
السوري أحمد الأحمد وموقع الهجوم في أستراليا

أصبح اللاجئ السوري أحمد الأحمد، بائع الفاكهة البالغ من العمر 43 عاماً، بطلًا وهدفًا لحملة معلومات مضللة عبر الإنترنت بعد تصديه البطولي لهجوم إرهابي على شاطئ بوندي بيتش في سيدني الأسترالية.

وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية انتشرت مقالات مزيفة تزعم أن الرجل الذي تصدى للمهاجم هو شخص أبيض يُدعى إدوارد كربتري، في حين أن الفيديوهات الرسمية وشهادات شهود العيان تؤكد بطولة الأحمد ودوره الحاسم في حماية المدنيين.

ذكاء اصطناعي يضاعف التضليل

وذكرت شبكة الكومبس الإخبارية أن روبوت الذكاء الاصطناعي Grok التابع لمنصة "إكس" أسهم في انتشار الروايات الملفقة، حيث أعاد نشر معلومات كاذبة نسبها إلى شخص آخر، مدعيًا أن الفيديو يعود لرجل آخر وأن الصور قديمة أو من دول أخرى. وبحسب موقع The Verge، ارتكب النظام عدة أخطاء إضافية في تكرار الادعاءات، ما أدى إلى تضليل واسع على منصات التواصل الاجتماعي في أستراليا وزيادة الضغوط النفسية على البطل السوري وأسرته.

إشادة رسمية وشهادات الشهود

رغم محاولات التضليل، حظي أحمد الأحمد بإشادة رسمية واسعة، وقال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، كريس مينز: "ذلك الرجل بطل حقيقي، ولا شك أن هناك كثيرين على قيد الحياة هذا المساء بفضل شجاعته"، ويظهر مقطع فيديو متداول لحظة تدخل الأحمد جسديًا وإسقاط أحد المنفذين وانتزاع سلاحه، رغم تعرضه لإطلاق نار.

إصابات وخطر فقدان الذراع

خضع أحمد لعملية جراحية أولى ناجحة، إلا أن الأطباء يخشون من احتمال فقدانه ذراعه اليسرى، وقال محاميه سام عيسى لصحيفة “The Sydney Morning Herald” إن موكله رغم الألم لا يندم على ما فعله، مؤكداً أن أحمد لو تكرر الموقف كان سيتصرف بنفس الشجاعة دون تردد.

عائلة الأحمد: شجاعة بلا حدود

تحدثت شبكة "ABC News" مع والديه اللذين وصلا إلى سيدني قبل سنوات من سوريا، وأكدت والدته أن أحمد تصرف ببسالة لإنقاذ الأرواح دون النظر إلى جنسية أو خلفية الضحايا، وأضاف والده أن الشجاعة هي ما يميز ابنه، وأنه تصرف بشكل إنساني بحت، مع التركيز على حماية الجميع بغض النظر عن أصلهم أو معتقدهم.

الهجوم الإرهابي على شاطئ بوندي بيتش وقع أثناء احتفال بعيد هانوكا، وأسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة 29 آخرين، في حين تمكن الأحمد من نزع سلاح أحد المهاجمين ووقف سقوط ضحايا إضافيين، ما أكسبه شهرة كبيرة بين الأستراليين وأثار موجة دعم دولية واسعة.

حملة دعم دولية

أطلق ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملة تبرعات لمساندة أحمد الأحمد خلال فترة العلاج، حيث قدم رجل الأعمال الأمريكي وليم آكمان 99,999 دولارًا أستراليًا، وأسهمت الحملة بجمع نحو 845 ألف دولار أسترالي في أقل من 24 ساعة، أي ما يعادل حوالي 560 ألف دولار أمريكي، لدعم العلاج والتأهيل بعد إصاباته الخطيرة.

أحمد الأحمد مواطن أسترالي من أصول سورية، عرف بشجاعته وتصديه للأزمات، وقد أسهم تدخله البطولي في منع سقوط مزيد من الضحايا خلال الهجوم على شاطئ بوندي بيتش، وسلطت الحوادث الأخيرة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الأفراد الأبطال في العصر الرقمي، حيث يمكن أن تصبح أعمال الشجاعة هدفًا لحملات التضليل عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعي، وتؤكد هذه الأحداث أهمية التحقق من المعلومات ومساندة الأبطال الحقيقيين، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الجماهيري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية