خلال احتفالات يهودية.. هجوم مسلح يقتل ويصيب العشرات في أستراليا

شهد شاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية مساء الأحد حادث إطلاق نار جماعي أثناء احتفالات عيد الأنوار اليهودي "حانوكا"، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا وإصابة نحو 10 أشخاص، في وقت عمّت حالة من الذعر بين مئات المشاركين، وأكدت السلطات أن الحادث لا يزال متطورًا، مع استمرار التحقيقات والبحث عن المسلحين، بينما وجهت الشرطة تحذيرات صارمة للسكان بالابتعاد عن موقع الحادث والاحتماء.

تفاصيل الحادث

وبحسب تقارير الشرطة الأسترالية وخدمات الطوارئ ووسائل إعلام محلية، أُصيب نحو 10 أشخاص على الأقل، كما لقي 12 آخرون مصرعهم، فيما استمر البحث عن مسلحين آخرين في محيط الشاطئ.

 المسلحون كانوا يرتدون ملابس سوداء وفتحوا النار على المشاركين في الاحتفال، ما دفع الحضور للفرار والاحتماء في المطاعم والمباني القريبة وفق وكالة رويترز.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة المسلحين يقفون على جسر للمشاة يطلقون النار على الحشد، بينما حاول المدنيون ورجال الشرطة إسقاطهم وإيقاف الهجوم بعد دقائق من إطلاق النار.

وصرح مدير الإعلام في المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، إيفان زلاتكيس، بأن الحادث أسوأ وضع شهده على الإطلاق، مؤكدًا أن مئات الأشخاص، بمن فيهم أطفال، كانوا يحتفلون بعيد حانوكا قبل أن يتحول المشهد إلى رعب وفوضى.

ردود السلطات الأسترالية

وقال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إن الحادث وقع بعد الساعة السادسة والنصف مساءً تقريبًا، وإنه يثير قلقًا بالغًا، مؤكداً أن المئات من سكان سيدني كانوا حاضرون عند شاطئ بوندي للاحتفال، وأضاف متحدث باسم رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، أن الحكومة على علم بالحادث، داعيًا السكان إلى الامتثال لتعليمات الشرطة، التي شددت على ضرورة الاحتماء والابتعاد عن مكان الحادث.

وقال مجلس الأئمة الوطني الأسترالي ومجلس أئمة نيو ساوث ويلز ورابطة تمثل المسلمين في أستراليا في بيان: "أعمال العنف والجرائم هذه لا مكان لها في مجتمعنا، يجب أن يحاسب المسؤولون عنها بشكل كامل وأن يواجهوا كامل قوة القانون".

ردود دولية

أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن قلقه حيال الهجوم، مؤكدًا أن الحكومة الأسترالية تتحمل مسؤولية حماية الجالية اليهودية، كما وصف رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، يعقوب هاجويل، الحادث بأنه جزء من سلسلة الهجمات المعادية للسامية حول العالم، وأنها تعيد إلى الأذهان أوقاتًا عصيبة للجاليات اليهودية منذ السابع من أكتوبر.

وعبّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن صدمتها إزاء إطلاق النار، مؤكدة وقوف أوروبا إلى جانب أستراليا والجماعات اليهودية في جميع أنحاء العالم ضد العنف ومعاداة السامية والكراهية.

يأتي هذا الهجوم في سياق عالمي يشهد تصاعدًا في مظاهر العنف ومعاداة السامية، خاصة بعد الحرب التي اندلعت في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر، والتي أثرت ليس فقط على إسرائيل وإنما على الجاليات اليهودية في أنحاء مختلفة من العالم.

 وتعد الاحتفالات بعيد "حانوكا" مناسبة سنوية للاحتفال بالنور والتقاليد اليهودية، وتجمع مئات المشاركين من جميع الأعمار، ما يجعل أي حادث مسلح أثناء هذه الفعاليات أكثر خطورة بسبب التواجد الكثيف للمدنيين.

 الحادث يعكس تحديات الأمن الداخلي في أستراليا وأهمية تعزيز حماية المجتمعات الدينية والجاليات من أي اعتداءات مستقبلية، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية متزايدة لمكافحة معاداة السامية والعنف العشوائي.