شتاء غزة القاسي.. مساعدات عالقة وتعهدات أوروبية تصطدم بالقيود الإسرائيلية

شتاء غزة القاسي.. مساعدات عالقة وتعهدات أوروبية تصطدم بالقيود الإسرائيلية
غرق خيام النازحين- أرشيف

حذّرت تطورات إنسانية متسارعة في قطاع غزة من أن فصل الشتاء قد يتحول إلى تهديد وجودي لمئات الآلاف من الفلسطينيين، في وقت وقّعت فيه إيطاليا وألمانيا إعلانًا مشتركًا يؤكد ضرورة تسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط استمرار القيود الإسرائيلية التي تعرقل وصول الإغاثة إلى مستحقيها.

وأكد البيان المشترك، الذي صدر عقب لقاء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني بنظيره الألماني يوهان فاديفول في العاصمة روما، التزام البلدين بـ«تعزيز وإحياء» الجهود الإنسانية الموجهة لغزة، مع التشديد على أن وصول المساعدات قبل اشتداد برد الشتاء بات مسألة ملحّة لا تحتمل التأجيل، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول"، اليوم الثلاثاء.

وشدد البيان على أن الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، من غذاء ومأوى ووقود ومواد طبية، يجب أن تُلبّى دون عوائق سياسية أو أمنية.

دعم ومسار إنساني

جددت روما وبرلين دعمهما خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأقرها مجلس الأمن الدولي، والتي تنص بوضوح على استئناف المساعدات الإنسانية دون قيود. 

وأشار البيان إلى نية الجانبين إنشاء منصة مشتركة لتنسيق جهود القطاع الخاص والمجتمع المدني، بالتوازي مع التأكيد على الدور المحوري للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في إدارة الاستجابة الإنسانية وضمان وصولها إلى الفئات الأكثر ضعفًا.

غير أن هذه التعهدات الأوروبية تصطدم بواقع ميداني مغاير؛ فقد أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن إسرائيل ما زالت تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم الظروف الجوية القاسية، محذّرة من تزايد خطر تعرّض المواليد الجدد للتجمّد بسبب نقص وسائل التدفئة والملاجئ المناسبة.

واقع لم يتغير

رغم سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، الذي أنهى حربًا مدمرة استمرت قرابة عامين، لم يلمس سكان غزة تحسنًا حقيقيًا في ظروفهم المعيشية، إذ لا تزال القيود المشددة المفروضة على دخول شاحنات المساعدات تقوّض أي جهود للتعافي، في انتهاك واضح للبروتوكول الإنساني المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.

وخلّفت الحرب، التي اندلعت في 8 أكتوبر 2023، أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، إضافة إلى دمار طال نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع. 

وتُقدّر الخسائر الأولية بأكثر من 70 مليار دولار، بينما يعيش مئات الآلاف في خيام وملاجئ مؤقتة لا تقيهم برد الشتاء ولا أمطارَه.

نداء عاجل للإنقاذ

في هذا السياق، تحذّر منظمات إنسانية من أن أي تأخير إضافي في إدخال المساعدات قد يحوّل الشتاء إلى كارثة صامتة، خصوصًا للأطفال والمرضى وكبار السن. 

وبينما تتكثف البيانات الدبلوماسية والتعهدات الدولية، يبقى التحدي الحقيقي في تحويل هذه الالتزامات إلى شاحنات تعبر المعابر، ودفء يصل إلى خيام النازحين، وغذاء ودواء يحفظ ما تبقى من حياة في قطاع أنهكته الحرب والحصار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية