نغم مشمش.. قصة طفولة مسلوبة في خيمة مهترئة وسط الركام بغزة
نغم مشمش.. قصة طفولة مسلوبة في خيمة مهترئة وسط الركام بغزة
في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفي خيمة مهترئة على أنقاض منزلها المدمر، تكافح نغم مشمش (17 عامًا) للوفاء بمسؤولياتها تجاه أشقائها الخمسة، بعد فقدان والديها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
مشمش التي فقدت والديها في نوفمبر 2023 إثر قصف إسرائيلي على منزلهم، اضطرت لتحمل دور الأم والأب في آن واحد، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية اليوم الاثنين.
تقول مشمش في حديثها عن تلك الليلة المأساوية: "كنا نائمين كالمعتاد، ثم استُهدف بيتنا، استيقظت تحت الركام وكنت أصرخ طلبًا للنجدة"، حيث أسفرت الحادثة عن إصابة شقيقها محمد الذي دخل في غيبوبة لمدة 3 أشهر، في حين فقدت نغم والديها و24 شخصًا من عائلتها.
مشمش التي نجت بمعجزة انتقلت مع أشقائها إلى مستشفى ميداني كان عبارة عن مدرسة، ثم عادت إلى أنقاض منزلها المدمر لترتكب خيمة تحميهم من برد الشتاء القارس.
الحياة داخل خيمة مهترئة
منذ فقدان والديها، مشمش تتحمل مسؤوليات ضخمة في ظل ظروف حياتية قاسية، ورغم أن الخيمة التي يعيشون فيها لا تكاد تحميهم من الرياح والأمطار، فإنها لا تزال تُجاهد في أداء واجبها بوصفها أمّاً وشقيقة في وقت واحد.
تستذكر مشمش الحياة التي كانت تعيشها قبل اندلاع الحرب، حيث كانت الأسرة في حالة من الاستقرار، لكن الحرب غيرت كل شيء: "لم يعد لدينا مصدر دخل، ولا يوجد من يعتني بنا".
المنظمات الإغاثية تقدم بعض المساعدات النقدية بشكل متقطع، إلا أن ذلك لا يكفي لسد احتياجاتهم اليومية، تقول مشمش.
مأساة وطفولة مسلوبة
في قطاع غزة، لا يقتصر تأثير الحرب على الكبار فقط، بل يمتد ليشمل الأطفال الذين فقدوا كل شيء. نغم مشمش وأشقاؤها الذين تراوح أعمارهم بين 2 و17 سنة حرموا من طفولتهم.
تؤكد مشمش: "قبل الحرب كنت في الخامسة عشرة من عمري، والآن أصبحت في السابعة عشرة"، مشيرة إلى أنها وأشقاءها لا يعرفون الحياة التي يستحقها الأطفال في مثل أعمارهم.
المنظمات التي تعمل في غزة تواجه تحديات ضخمة أيضًا، مثل انقطاع الكهرباء بسبب الحصار، غياب الوقود، والمساعدات التي لا تصل في كثير من الأحيان.
مشمش وأشقاؤها مجبرون على استخدام وسائل بدائية مثل الطهي والإنارة يدوياً، وفي غياب الكهرباء باتت حياتهم أكثر صعوبة.
الواقع بعد الحرب
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 10 أكتوبر 2023، فإن الواقع المعيشي في غزة لم يتحسن بشكل ملحوظ. إسرائيل تنصلت من التزاماتها بفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية اللازمة، ما يزيد من معاناة السكان، خاصة الأطفال.
وتشير تقارير حكومية وحقوقية إلى أن أكثر من 58 ألف طفل فلسطيني فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب الحرب، ليضافوا إلى جيل جديد من الأيتام الذين يواجهون مأساة مزدوجة من الفقد والخوف.
وتدرك مشمش أن الصعوبات التي تواجهها هي جزء من معاناة جماعية يعيشها معظم أطفال غزة اليوم، حيث يجب عليهم أن يتعلموا التعامل مع الألم والفقد منذ سن مبكرة، ما يجعلهم أكثر عرضة للضغوط النفسية والاجتماعية.
وتسعى مشمش وأشقاؤها للبقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، لكن مع ذلك لا تزال تأمل أن يحصلوا على حياة فضلى مثل بقية أطفال العالم، بعيدًا عن الحرب والمأساة.











