خلال 2025.. الهجرة إلى إسرائيل تعكس ارتدادات الحرب على غزة
خلال 2025.. الهجرة إلى إسرائيل تعكس ارتدادات الحرب على غزة
شهد عام 2025 انخفاضًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين إلى إسرائيل، مع تسجيل وصول نحو 21,900 مهاجر جديد، بانخفاض يقارب الثلث مقارنة بالعام السابق، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الهجرة والاستيعاب يوم الاثنين، ويعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض الهجرة من روسيا إلى نصف ما كانت عليه في 2024، حيث وصل 8,300 مهاجر فقط، مقارنة بـ19,500 في العام الماضي و43,500 في 2022 بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وأفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، الثلاثاء، بأنه على الرغم من الانخفاض العام، شهدت الهجرة من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ودول غربية أخرى ارتفاعًا ملحوظًا، في ظل تصاعد موجات معاداة السامية التي تعرضت لها الجاليات اليهودية حول العالم.
ووفق وزارة الهجرة، وصل نحو 3,500 مهاجر من الولايات المتحدة بزيادة 5% مقارنة بالعام السابق، بينما ارتفعت الهجرة من فرنسا بنسبة 45% لتصل إلى 3,300 مهاجر، ومن المملكة المتحدة بنسبة 19% لتصل إلى 840 مهاجرًا، كما هاجر 420 شخصًا من كندا، و220 من جنوب إفريقيا، و180 من أستراليا.
تأثير معاداة السامية
وجاءت هذه الزيادة في الهجرة الغربية في سياق تصاعد الهجمات المعادية لليهود، بما في ذلك هجوم يوم الغفران على كنيس في مانشستر ومجزرة خلال احتفال عيد حانوكا في سيدني بأستراليا، بحسب بيانات وزارة الهجرة والاستيعاب ومنظمة “نيفش بِنيفش” التي تسهل الهجرة إلى إسرائيل، وأكد الحاخام يهوشع فاس، المدير التنفيذي للمنظمة، أن المهاجرين الجدد يلعبون دورًا مهمًا في تلبية الاحتياجات الوطنية لإسرائيل وتعزيز مستقبلها، معتبرًا قرارهم بالهجرة إلى إسرائيل في هذه المرحلة "قرارًا تاريخيًا".
تشير البيانات إلى أن نحو ثلث المهاجرين الجدد في عام 2025 تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، وهي الفئة الأكثر قدرة على الانخراط في سوق العمل والمجتمع الإسرائيلي، كما أن الهجرة غير الروسية وصلت إلى 13,600 شخص، بزيادة 23.6% مقارنة بعام 2024، وارتفاع 81% مقارنة بعام 2023.
رغم هذه الأرقام، لا تزال إسرائيل تشهد عجزًا صافيًا في الهجرة، إذ يغادر البلاد عدد أكبر مما يصل إليها، ففي 2024 غادر البلاد 82,700 إسرائيلي، أي نحو 50,000 أكثر من عدد الوافدين الجدد، ويعزى هذا النزوح إلى تداعيات الحرب التي اندلعت بعد أحداث أكتوبر 2023، وخيبة الأمل من السياسات الحكومية، بما في ذلك الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي يرى المنتقدون أنه يقوض الديمقراطية.
استيعاب المهاجرين
استعدادًا لموجة هجرة محتملة، قامت وزارة الهجرة والاستيعاب بتحسين آليات الاستيعاب، بما في ذلك تنظيم تمرين وطني لمواجهة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين، ووفق الوكالة اليهودية، فتح نحو 30,000 يهودي حول العالم ملفات للهجرة في 2025، مع زيادة واضحة في المملكة المتحدة وأستراليا، وشارك أكثر من 20,000 شخص في معارض الهجرة التي نظمتها الوزارة والمنظمات الشريكة، حيث حصل المشاركون على معلومات وإتاحة المكاتب الحكومية لتسهيل عملية الهجرة.
وأطلقت الوزارة سلسلة من المبادرات لتعزيز اندماج المهاجرين في سوق العمل والتعليم العالي والمجتمع، بما في ذلك تعاون مع الشركات لتوفير فرص عمل فور وصولهم، وتقديم حوافز ضريبية، وإطلاق برامج بقيمة 170 مليون شيكل لتحسين عملية الاندماج.
كما أعلنت عن إعفاءات ضريبية للمهاجرين القادمين في 2026، مع تقديم دعم شخصي للمرشحين للهجرة في أوروبا، وقال وزير الهجرة أوفير صوفر إن هذه الإجراءات تهدف لتشجيع الهجرة من الدول التي يزداد فيها خطر معاداة السامية، مؤكدًا أن الوافدين الجدد يساهمون في دعم إسرائيل خلال لحظة حاسمة من تاريخها.
تطلعات للهجرة المستقبلية
تشير الوزارة إلى أن نحو 1,200 من أعضاء مجتمع "بني ميناشي" في الهند من المتوقع أن يهاجروا إلى إسرائيل في 2026، كما يُخطط لتوسيع برامج دعم المهاجرين في مختلف المجالات المهنية لضمان اندماجهم بسرعة وفعالية في المجتمع الإسرائيلي، مما يعزز دورهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وشهدت إسرائيل منذ التسعينيات موجات متتالية من الهجرة، أبرزها من روسيا وأوكرانيا بعد اندلاع الحرب في المنطقة، وأسهمت هذه الهجرة في تشكيل التركيبة الديموغرافية والاقتصادية للبلاد، ومع ذلك، فإن الأحداث الأمنية والسياسية العالمية، بما في ذلك تصاعد معاداة السامية والهجمات على الجاليات اليهودية في أوروبا وأمريكا وأستراليا، أثرت على تدفق المهاجرين.
وتعمل الحكومة الإسرائيلية على تطوير سياسات استيعاب المهاجرين من خلال برامج تدريبية وتأهيلية وإعفاءات ضريبية، بهدف تعزيز القدرة على استقبال الوافدين الجدد ودمجهم في المجتمع بشكل فعال، مع محاولة مواجهة التحديات الناجمة عن النزوح الداخلي للهجرة العكسية للمتقاعدين والمهنيين الذين يغادرون البلاد.











