حوادث معاداة السامية.. حريق مشبوه يعيد القلق إلى الجالية اليهودية في ملبورن
حوادث معاداة السامية.. حريق مشبوه يعيد القلق إلى الجالية اليهودية في ملبورن
فتحت الشرطة الأسترالية تحقيقا في حادثة حريق وصفتها بالمشبوهة بعد اشتعال النيران في سيارة كانت تحمل لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي “حانوكا” وذلك في مدينة ملبورن جنوب البلاد.
وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام محلية أن السيارة الخالية من الركاب أُحرقت بالكامل، في حين كانت متوقفة أمام أحد المنازل، وقد وُضعت على سقفها لافتة كتب عليها عيد حانوكا سعيد، وذكرت شرطة ولاية فيكتوريا أن الحريق اندلع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست ما استدعى إخلاء المنزل المجاور كإجراء احترازي دون تسجيل إصابات وفق فرانس برس.
وأكدت الشرطة أن المحققين حددوا شخصا قد يكون قادرا على المساعدة في مجريات التحقيق وأن عمليات البحث لا تزال مستمرة لتحديد مكانه والكشف عن ملابسات الحادث.
مخاوف الجالية اليهودية
واعتبر الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا أن إحراق السيارة يحمل مؤشرات واضحة على اعتداء معاد للسامية وقال إن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس تصعيدا خطرا، وأضاف أن أفراد الجالية اليهودية في سانت كيلدا وملبورن باتوا يشعرون بعدم الأمان داخل منازلهم وبلدهم رغم عدم وقوع إصابات في الحادث الأخير.
وتأتي هذه الحادثة في وقت شددت فيه السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية عقب حادث إطلاق نار استهدف احتفالا بمناسبة عيد حانوكا اليهودي على شاطئ بونداي في سيدني وأسفر عن مقتل 15 شخصا ما أثار صدمة واسعة في البلاد.
اعتقال على خلفية التحريض
وفي سياق متصل اعتقلت السلطات الأسترالية رجلا للاشتباه بتأييده حادث إطلاق النار الجماعي في بونداي عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وأفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة داهمت منزل المشتبه به في غرب أستراليا وعثرت على ستة أسلحة نارية مرخصة وآلاف الطلقات المخزنة بطريقة غير سليمة إضافة إلى مواد معادية للسامية.
ووجهت إلى الرجل عدة تهم من بينها النية في ارتكاب مضايقة عنصرية وحيازة سلاح محظور وعدم الالتزام بشروط تخزين الأسلحة، ومثل المشتبه به البالغ 39 عاما أمام محكمة في فريمانتل حيث تقرر إيداعه الحبس الاحتياطي حتى جلسة محاكمته المقبلة في فبراير.
موقف رسمي حازم
وقال مفوض شرطة غرب أستراليا إن التحقيقات لا تشير حتى الآن إلى انتماء المشتبه به لأي شبكة منظمة مؤكدا أن تقييم مستوى خطورته لا يزال جاريا.
من جهته شدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على أن بلاده لا مكان فيها لمعاداة السامية أو الكراهية أو الأيديولوجيات العنيفة معربا عن شكره للشرطة على سرعة التحرك وتحديد هوية المشتبه به.
تشهد أستراليا خلال الأشهر الأخيرة تزايدا ملحوظا في حوادث الكراهية ذات الطابع الديني والعرقي لا سيما تلك التي تستهدف الجالية اليهودية وهو ما دفع الحكومة إلى مراجعة التشريعات المتعلقة بخطاب الكراهية والعنف بدوافع أيديولوجية، وتؤكد السلطات أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية السلم المجتمعي وضمان شعور جميع المواطنين بالأمان بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية في ظل قلق متنام داخل بعض الجاليات من تصاعد خطاب التحريض والعنف.











