"اعتقدت أن العالم كان ينتهي".. "مريم" طفلة أفغانية فقدت أسرتها بالكامل في الزلزال

"اعتقدت أن العالم كان ينتهي".. "مريم" طفلة أفغانية فقدت أسرتها بالكامل في الزلزال

"اعتقدت أن العالم كان ينتهي عندما رأيت عائلتي ميتة".. هكذا عبرت "مريم" البالغة من العمر 12 عامًا والتي دُفنت تحت الأنقاض لمدة 3 ساعات، عن مشاعرها.

قالت إنها كانت تسمع رجال الإنقاذ وهم يمشون فوقها، لكن مهما صرخت بصوت عالٍ، لم يتمكنوا من سماعها، في النهاية تم إنقاذها ولكن والدها وزوجة أبيها وشقيقتين صغيرتين وشقيقها قُتلوا جميعًا عندما انهار سقف منزلهم، المصنوع من الطين والخشب، فوقهم.

وقالت منظمة "إنقاذ الطفولة"، إن عشرات الأطفال فقدوا والديهم وإخوتهم في الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة والذي دمر أجزاء من جنوب شرق أفغانستان، وتركهم مرعوبين ومعرضين لخطر سوء المعاملة والاستغلال.

وقتل الزلزال الأكثر دموية في البلاد منذ عقدين، نحو 1000 شخص وجرح ما يقرب من 1500، وتركت الهزات الارتدادية والأمطار الغزيرة المجتمعات محرومة من المساعدة في أعقاب الزلزال مباشرة.

"نذير"، خال مريم، يعتني الآن بابنة أخته، قتل 7 من أفراد عائلتهم الممتدة في الزلزال وأصيب 4 بجروح خطيرة.

لم يكن نذير في المنزل وقت الزلزال، يقول: "رن هاتفي في منتصف الليل وأخبرني شخص لا أعرفه أن عائلتي أصيبت بسبب الزلزال، جئت إلى هنا، إلى مجمع عائلتي، واكتشفت أن 7 من أفراد عائلتي لم يعودوا على قيد الحياة".

 

قال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في أفغانستان، كريس نياماندي: "الأطفال مرعوبون في أعقاب هذه الكارثة، لم يقتصر الأمر على فقدان الكثير منهم أحباءهم، بل دفن بعضهم أحياء تحت الأنقاض واضطروا إلى الانتظار لساعات حتى يتم إنقاذهم، وتزيد توابع الزلزال المستمرة من الألم والضيق الذي عانوا منه بالفعل لأنهم يخشون من أن يدفنوا مرة أخرى".

وأضاف: "سيحتاج هؤلاء الأطفال إلى دعم فوري بالإضافة إلى رعاية متخصصة مستمرة، لمساعدتهم على التعافي والتعامل مع الأحداث الصادمة التي واجهوها".

وكان الأطفال في جنوب شرق أفغانستان وفي جميع أنحاء البلاد يعيشون بالفعل في ظروف لا يمكن تصورها، يجوع الملايين كل يوم ولا يجدون سوى الخبز، إذا كانوا محظوظين، فسيجدون بعض الأرز العادي ليأكلوه مرة واحدة في الأسبوع.

يقول "نياماندي": "لا يمكن للأطفال العيش على الخبز فقط.. إذا لم يقدم المجتمع الدولي دعمًا عاجلاً، للزلزال والأزمة الأوسع في أفغانستان، ومعالجة الأزمة الاقتصادية في البلاد، فسنرى آلاف الأطفال يموتون بلا داعٍ في الأشهر المقبلة".

وأرسلت منظمة "إنقاذ الطفولة" فرقًا إلى المناطق الأكثر تضررًا في مقاطعة باكتيكا وستقدم للأسر منحًا نقدية طارئة، لمساعدتهم على شراء المواد لإعادة بناء منازلهم والإمدادات العاجلة الأخرى، مثل الطعام والمياه النظيفة، كما تجري المنظمة مزيدًا من التقييمات في الأيام المقبلة لتحديد احتياجات الأطفال.

وتدعم منظمة "إنقاذ الطفولة" المجتمعات وتحمي حقوق الأطفال في جميع أنحاء أفغانستان منذ عام 1976، بما في ذلك فترات الصراع وتغيير النظام والكوارث الطبيعية، ولديها برامج في 9 مقاطعات وتعمل مع شركاء في 6 مقاطعات إضافية.

ومنذ أن استعادت طالبان السيطرة في (أغسطس) 2021، عملت "إنقاذ الطفولة" على زيادة استجابتها لدعم العدد المتزايد من الأطفال المحتاجين، في مجال خدمات الصحة والتغذية، والتعليم، وحماية الطفل، والمأوى، والمياه والصرف الصحي، والنظافة، والأمن الغذائي، ودعم سبل العيش.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية