مؤتمر "السلام العالمي" يناقش سبل حل الأزمة الإنسانية في أفغانستان

مؤتمر "السلام العالمي" يناقش سبل حل الأزمة الإنسانية في أفغانستان
احد جلسات المؤتمر

استضاف الوفد الإقليمي لشرق آسيا التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر ومعهد العلاقات الدولية بجامعة تسينغهوا، حلقة نقاش مشتركة بعنوان "التحديات الإنسانية في أفغانستان والاستجابة الدولية المنسقة"، خلال فعاليات المؤتمر العاشر للسلام العالمي، حيث ناقش المشاركون من الصين وأفغانستان وبلدان أخرى الأزمة الإنسانية في أفغانستان، والسبل المستدامة لمعالجتها.

وقال المبعوث الشخصي لرئيس اللجنة الدولية إلى الصين ورئيس الوفد الإقليمي لشرق آسيا، بيير كرينبول: "إن أفغانستان تمر بمنعطف حرج، وتواجه تحديات هائلة على الصعيدين السياسي والاقتصادي والإنساني، وهي، أولاً وقبل كل شيء، مسؤولية أفغانستان أن تحدد مسار مستقبلها، ومع ذلك، فإن التضامن والتعاون الدوليين مهمان أيضاً".

وشدد "كرينبول" على أهمية الحياد عند العمل في المناطق المنكوبة بالصراعات "قائلا: "اللجنة الدولية مفوضة من قبل الدول لمساعدة الأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة وتقليل المعاناة الإنسانية، ولن نتمكن من القيام بذلك إذا انحزنا إلى أحد الأطراف".

وقال نائب مدير معهد العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا، لي لي: "إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان مستمرة في التفاقم، نصف السكان يواجهون جوعًا حادًا، لكن الصراع في أوكرانيا حوّل انتباه العالم بشكل كبير عن أفغانستان، الأزمة الإنسانية لن تؤدي فقط إلى كارثة إنسانية، ولكنها قد تؤثر أيضًا على الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي على المدى الطويل".

وكانت الرعاية الصحية أحد الموضوعات المهمة التي ناقشتها اللجنة، حيث سلط المستشار الخاص للجنة الدولية في كابول، ريتو ستوكر، الضوء على مشروع اللجنة الدولية للصمود في المستشفيات (HRP) استجابة للأزمة الصحية في أفغانستان، منذ نوفمبر 2021.

وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة ووزارة التعليم العالي، تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدعم المالي والتقني إلى 33 مستشفى في أفغانستان، تشمل مستشفى مرويس في قندهار ومستشفى الجمهورية في كابول، اللتين شيدتهما الصين لأفغانستان.

وتمت تغطية رواتب أكثر من 10 آلاف من موظفي الرعاية الصحية وتكاليف الأدوية والإمدادات الأخرى وتشغيل المستشفيات من خلال المشروع.

وسرد المدير العام للسياسات والتخطيط في وزارة الصحة العامة في أفغانستان، الدكتور مرويس أحمدزاي، التحديات التي تواجههم في: نقص التمويل والموظفين، والبنية التحتية المعوقة والتوزيع غير المتكافئ للموارد الطبية.

ويواجه الشعب الأفغاني أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل: عدم الحصول على الرعاية الطبية، إلى جانب أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار والكوارث الطبيعية مثل الجفاف والزلزال.

وأعرب الدكتور أحمدزاي عن امتنانه للتضامن الذي أظهره المجتمع الدولي في الأشهر العشرة الماضية، ودعا إلى استمرار الدعم الإنساني للشعب الأفغاني ووزارة الصحة العامة.

وفي حديثه عن تقديم المساعدة لأفغانستان، أكد نائب رئيس الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي، يو زيرونغ، أهمية التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، قائلا: "المساعدة الإنسانية وحدها، التي عادة ما يتم تقديمها في المرحلة الأولى من حالة الطوارئ، ليست كافية، فهي تتطلب تنمية من داخل أفغانستان لحل المشكلات التي تواجهها البلاد".

وأضاف: "في المرحلة المقبلة، مع الاحترام الكامل للمعتقدات الدينية في أفغانستان والعادات المحلية والخيارات المستقلة للتنمية، ستعمل الحكومة الصينية على توثيق التعاون مع المنظمات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي".

وعقد منتدى السلام العالمي العاشر في بكين تحت عنوان "الحفاظ على الاستقرار الدولي: القواسم المشتركة والشمولية والتعاون"، وشارك فيه أكثر من 300 من كبار المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين والباحثين عبر الإنترنت أو دون الاتصال بالإنترنت.

وبدأ منتدى السلام العالمي في عام 2012، وهو أول منتدى صيني غير حكومي رفيع المستوى حول الأمن الدولي، تنظمه جامعة تسينغهوا، بمساعدة معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية