الأمم المتحدة تطلق نداءً لتوفير 4,3 مليار دولار مساعدات إنسانية لأوكرانيا
الأمم المتحدة تطلق نداءً لتوفير 4,3 مليار دولار مساعدات إنسانية لأوكرانيا
أعلنت الأمم المتحدة أن توفير المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بين مارس ونهاية العام الحالي، بات يتطلّب دعما ماليا يقدّر بـ4,3 مليار دولار، أي بزيادة تتخطى الملياري دولار على التقديرات السابقة.
وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي الاثنين، إن "الاحتياجات المالية ارتفعت من 2,25 مليار دولار (وفق تقديرات إبريل) إلى 4,3 مليار دولار".
وكان يفترض أن تغطي المبالغ المطلوبة الفترة الممتدة بين مارس وأغسطس، لكن تم تمديدها حتى نهاية العام "بسبب تفاقم الأوضاع" وقرب حلول موسم البرد.
احتياجات تتزايد
ونبّه دوغاريك إلى أن "أكثر من ربع الشعب الأوكراني، 17,7 مليون شخص بين رجال ونساء وأطفال، سيكونون بحاجة إلى مساعدات إنسانية في الأشهر المقبلة أي بزيادة قدرها نحو مليوني شخص مقارنة بشهر إبريل".
وبحسب مكتب منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا، استفاد 11,7 مليون شخص في أوكرانيا من مساعدة إنسانية مرة واحدة على الأقل بين نهاية فبراير ونهاية يوليو.
وشدد المكتب في تقرير تقييمي للاحتياجات نشره الاثنين على أن "هذه الاحتياجات مستمرة بالتزايد" بعد خمسة أشهر على بدء الحرب.
وأشار إلى أن "ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد عانوا مدى أشهر من أعمال عدائية مكثّفة" ومن نقص في المواد الغذائية والمياه والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية.
وقال دوغاريك إن المبالغ التي تم جمعها منذ النداء الإنساني الطارئ الأول بلغت 2,38 مليار دولار، مشددا على أن هذا الدعم "غير مسبوق".
والنداء الجديد للفترة الممتدة حتى ديسمبر هو مبدئيا الأخير.. لكن دوغاريك شدد على أن "الأوضاع قد تشهد مزيدا من التدهور مع قرب موسم الشتاء".

مسألة حياة أو موت
وبحسب الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، قالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في أوكرانيا، دينيس براون، إن دعم الناس خلال موسم البرد القارس يمثل إحدى الأولويات خلال الأشهر المقبلة.
وحذرت من أن تدمير آلاف المنازل وعدم حصول الناس على الوقود أو الغاز أو الكهرباء بسبب تضرر البنية التحتية يمكن أن يصبح مسألة حياة أو موت، إذا أصبح الناس غير قادرين على تدفئة منازلهم.
وأضافت دينيس براون أنه من المخطط له أيضا زيادة المساعدة النقدية، التي تستهدف الآن 6.3 مليون شخص من الفئات الضعيفة حتى نهاية العام.
خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب، تلقى ما لا يقل عن 2.3 مليون أوكراني مساعدات نقدية للتأكد من قدرتهم على اتخاذ خياراتهم الخاصة بشأن تلبية احتياجاتهم الحيوية.
السماح بالوصول الآمن
وأكدت براون أنه بالإضافة إلى التمويل، ستحتاج مجموعات الإغاثة في أوكرانيا إلى وصول آمن ودون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة من الحرب.
“منذ اندلاع الحرب، ظلت عملية الوصول إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة الأوكرانية أمرا صعبا للغاية”.
ودعت أطراف النزاع إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وتسهيل الاستجابة الإنسانية للتأكد من أنه يمكننا دعم كل شخص يحتاج إلى المساعدة، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه.
بداية الأزمة
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواءً الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.