مواطن يمني يشعل النار في نفسه بعد استيلاء ميليشيات الحوثي على أرضه (فيديو)
مواطن يمني يشعل النار في نفسه بعد استيلاء ميليشيات الحوثي على أرضه (فيديو)
أقدم مواطن يمني يدعى، عبدالغني الرازحي، على إشعال النار في جسده احتجاجاً على مصادرة أرضه من قبل ميليشيات الحوثيين، يوم الجمعة الماضي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي.
وأفادت وسائل إعلام يمنية، بأن الحادثة جاءت “بمثابة صرخة استغاثة من ظلمٍ طال الرازحي” بعد محاولات فاشلة للحصول على حقوقه، حيث لجأ إلى هذا الفعل المأساوي بعد أن صودرت أرضه من قبل رئيس هيئة الأوقاف التابعة للميليشيات تحت ذريعة أنها ملك للهيئة.
وذكر موقع "عدن الغد" اليمني، أن الرازحي قام برش البنزين على جسده، بينما كان يصرخ: "سأحرق نفسي أمامكم وأشتكي على عبدالمجيد الحوثي".
وبعد أن أضرم النار في نفسه، هرع الحاضرون لإطفاء الحريق، لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه بالكامل، حيث أصيب بحروق شديدة، بعد أن ذكر الرازحي في هتافاته اسمَي شخصين متورطين في مصادرة أرضه وهما عبدالمجيد الحوثي ووليد العلوي، داعياً لإعادة حقوقه.
التنكيل وفرض القيود
لم يكن الرازحي، الشخص الوحيد الذي عانى من هذه الانتهاكات، فقد أشار نشطاء إلى حملة ممارسات قمعية واسعة تتضمن نهب الأراضي ومصادرتها باسم "الأوقاف" في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثيين.
وأثارت هذه الحملة غضباً واسعاً بين السكان المحليين، الذين اعترضوا على سياسات الميليشيا، والتي تعتبر هذه الأراضي ملكاً للدولة، لكنهم يجدونها تُصادر لأغراض خاصة.
صورة قاتمة من صنعاء
وجاء الاحتجاج الذي أقدم عليه الرازحي وسط سلسلة من الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون في صنعاء والمناطق الخاضعة للحوثيين.
منذ عام 2017، شن الحوثيون حملات واسعة للمصادرة، حيث قاموا بإنشاء "لجنة عقارات القوات المسلحة" للسيطرة على أراضٍ شاسعة في صنعاء وضواحيها، وقد تزايدت حدة هذه الحملات مع سيطرة ميليشيات الحوثيين على المناطق بشكل أكبر.
الظالم لا ينصر المظلوم
أثارت هذه الحادثة العديد من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أدان العديد من الناشطين والمراقبين السياسات التي يمارسها الحوثيون ضد المواطنين، متسائلين عن تناقضهم في الحديث عن مظلومية غزة بينما يمارسون الظلم ضد اليمنيين.
في هذا السياق، قال السفير اليمني في "يونسكو" محمد جميح في مقال له، إن "الظالم لا ينصر المظلوم"، مشيراً إلى أن نصر ميليشيات الحوثيين المزيف لغزة هو محاولة للتغطية على الظلم الواقع على المواطنين اليمنيين.
الاستيلاء على أراضي اليمنيين
في سياق متصل، استعرض تقرير منظمة "سام للحقوق والحريات" الانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها سكان مناطق صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لميليشيات الحوثيين، حيث تم انتزاع الأراضي بحجة "المصلحة العامة"، بينما تُسخّر هذه الأراضي لمصالح قادة الميليشيات.
ولفت التقرير إلى سيطرة الحوثيين على سوق العقارات في العاصمة صنعاء، مما أثر بشكل كبير على سكانها، خاصة أولئك الذين تم حرمانهم من حقوقهم في البناء أو التعديل.
منذ بدء الحرب في اليمن، استغلت ميليشيات الحوثي الأوضاع لتمرير مشاريعها التوسعية، واستهدفت أراضي المواطنين سواء تحت مسمى الأوقاف أو "المصلحة العامة".
شملت هذه العمليات مساحات شاسعة من الأراضي التي كان من المفترض أن تكون ملكاً للقطاع العام أو الأوقاف، مما أدى إلى خلق حالة من الاستياء والتظاهرات المستمرة ضد هذه السياسات.
تستمر معاناة المواطنين اليمنيين في ظل هذه السياسات القمعية التي تمارسها ميليشيات الحوثي، حيث يتساقط ضحايا الاستيلاء على الأراضي يومياً، في وقت لا يجد فيه المواطنون من يرفع عنهم هذا الظلم.