«الإيكونوميست»: فريق ترامب يدرس فرض عقوبات على موانئ تستقبل نفط إيراني
«الإيكونوميست»: فريق ترامب يدرس فرض عقوبات على موانئ تستقبل نفط إيراني
قالت مجلة "الإيكونوميست"، إن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يدرس حاليًا خطوات تصعيدية ضد تجارة النفط الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات على الموانئ التي تستقبل النفط من إيران، مشيرة المجلة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع تستهدف وقف تدفق العائدات النفطية إلى طهران.
وأوضحت المجلة في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أن فريق ترامب يناقش إبلاغ الصين بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على الموانئ التي ترسو فيها ناقلات النفط الإيراني، كما قد يتم إدراج المزيد من الناقلات وشركات التجار في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية، ما قد يؤدي إلى تعطيل تجارة النفط الإيراني بشكل كبير.
وأوضحت المجلة أن الخيار الأكثر عدوانية الذي يدرسه فريق ترامب هو فرض تعريفات جمركية على الصين لإجبارها على وقف واردات النفط الإيراني، وهي خطوة قد تُفاقم التوترات بين البلدين.
النفط الإيراني عالق في البحار
أشارت المجلة إلى أن الضغوط الأمريكية بدأت تؤتي ثمارها، فقد انخفضت صادرات النفط الإيراني إلى الصين –الوجهة الرئيسية للنفط الإيراني– بنسبة 25% منذ أكتوبر 2024، لتصل إلى 1.3 مليون برميل يوميًا.
وتضاعفت كميات النفط الإيراني العالق في البحار أربع مرات، حيث يقدر حجم النفط غير المُسلم بنحو 20 مليون برميل، معظمها عالق قبالة سواحل ماليزيا وسنغافورة.
إحدى الحالات البارزة التي أوردها التقرير هي ناقلة النفط "إلوا"، التي حُمّلت بمليوني برميل من النفط الإيراني في نوفمبر 2024 قبالة سواحل ماليزيا، وبعد إدراجها في القائمة السوداء الأمريكية، بقيت الناقلة عالقة في موقعها لأكثر من ستة أسابيع.
تراجع صادرات النفط الإيراني
وتُظهر البيانات أن حملة العقوبات الأمريكية المشددة أثرت بشكل كبير على تجارة النفط الإيرانية، ومع قلة الطلب وتراجع هوامش الربح لدى المصافي الصينية الصغيرة التي تعتمد على النفط الإيراني الرخيص، بدأ الوضع الاقتصادي لإيران في التدهور.
وأشار التقرير إلى أن الصين بدأت بفرض حظر على ناقلات النفط المدرجة في القائمة السوداء، مما أدى إلى تقليص العرض وزيادة تكلفة النفط الإيراني على المصافي الصغيرة، التي تعتبر المشتري الرئيسي لهذا النفط.
استراتيجية العقوبات
تناولت "الإيكونوميست" الفارق بين استراتيجيات إدارة جو بايدن ودونالد ترامب، فعلى الرغم من انتهاج بايدن لسياسة أكثر اعتدالًا تجاه إيران في بداية ولايته، إلا أنه غيّر موقفه في أواخر 2024 بتشديد العقوبات على الناقلات المرتبطة بإيران، ما أدى إلى انخفاض كبير في صادرات النفط الإيراني.
أما ترامب، فيبدو أنه يعتزم تصعيد الضغط الاقتصادي على إيران بشكل أكبر في حال عودته إلى البيت الأبيض، وتشمل خططه المحتملة فرض قيود صارمة على الناقلات والموانئ الصينية، مما قد يؤدي إلى تقليص صادرات النفط الإيراني بمقدار مليون برميل يوميًا.
تداعيات على سوق الطاقة
حذرت "الإيكونوميست" من أن التصعيد الأمريكي قد يؤدي إلى اضطراب في أسواق الطاقة العالمية. فمن جهة، قد ترتفع أسعار النفط عالميًا بسبب تقليص الإمدادات الإيرانية.
ومن جهة أخرى، قد تلجأ طهران إلى إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة دول خليجية إذا شعرت بالخطر، وهو ما قد يستدعي ردًا عسكريًا أميركيًا.
وأكدت المجلة أن مثل هذه الخطوات لن تكون خالية من المخاطر، خاصة أن إيران قد تستخدم خياراتها العسكرية أو الاقتصادية للرد، ما يهدد استقرار المنطقة وسوق الطاقة العالمي.