وكالات أنباء تندد بتقييد البيت الأبيض وصول الصحفيين
وكالات أنباء تندد بتقييد البيت الأبيض وصول الصحفيين
نددت وكالات الأنباء أسوشيتد برس وبلومبرغ نيوز ورويترز، الأربعاء، بقرار البيت الأبيض فرض قيود على وصول بعض وسائل الإعلام إلى الرئيس الأمريكي، معتبرة أن هذه الخطوة تقوّض مبادئ الشفافية وحرية الصحافة.
وأكّدت الوكالات الثلاث في بيان مشترك أن الديمقراطية تقتضي تمكين الجمهور من الوصول إلى أخبار حكومته من خلال صحافة حرة ومستقلة، محذرة من أن أي إجراء يحدّ من عدد الوكالات القادرة على متابعة الرئيس يهدد هذا المبدأ الأساسي.
وشنّ البيت الأبيض هجوماً على وكالة أسوشيتد برس عبر استبعادها من الدائرة المحدودة للصحفيين المسموح لهم بالعمل قرب الرئيس الأمريكي.
وتصاعد التوتر بين الإدارة وأسوشيتد برس بعد رفض الأخيرة الامتثال لقرار الرئيس السابق دونالد ترامب بإعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا.
ودفع هذا التوتر الوكالة إلى اتخاذ إجراءات قانونية الأسبوع الماضي ضد ثلاثة مسؤولين في الإدارة، في خطوة تعكس تصاعد المواجهة بين الصحافة والسلطة التنفيذية.
إعادة هيكلة التغطية الإعلامية
أكد البيت الأبيض يوم الثلاثاء عزمه استعادة السيطرة على التغطية الإعلامية من خلال اختيار مجموعة صغيرة من الصحفيين المخوّلين بالوصول المباشر إلى الرئيس، خصوصاً داخل المكتب البيضاوي.
ومثّل هذا القرار قطيعة مع النظام الذي كان معمولاً به لعقود، والذي كانت تديره جمعية مراسلي البيت الأبيض، ما أثار قلق وسائل الإعلام حول مستقبل العلاقة بين السلطة الرابعة والإدارة الأمريكية.
وفي ظل النظام السابق، حافظت وكالات أسوشيتد برس وبلومبرغ نيوز ورويترز على مواقع ثابتة في التغطية الرئاسية، لكن التغييرات الجديدة أجبرتها على تقاسم الحصص.
ووفق التعديلات، يتعيّن على رويترز وبلومبرغ نيوز مشاركة موقع واحد، بينما تم إقصاء أسوشيتد برس نهائياً من القائمة المعتمدة.
تداعيات القرار على التغطية الإعلامية
لم تتأثر وكالة فرانس برس، التي يقع مقرها في باريس، بهذه التغييرات، حيث تنتمي إلى فئة مختلفة عن الوكالات الثلاث الأخرى.
ومع ذلك، يخشى مراقبون أن يكون القرار خطوة أولى نحو فرض مزيد من القيود على الصحافة، مما قد يعزز الاتجاه نحو تقليص مساحة حرية الإعلام في الولايات المتحدة.
ويشير محللون إلى أن هذه الإجراءات قد تغيّر بشكل جذري العلاقة بين البيت الأبيض ووسائل الإعلام، لا سيما في ظل التوترات المستمرة بين الصحافة والإدارة الأمريكية.
ومع هذه التطورات، يواجه الإعلاميون تحديات جديدة في نقل الأخبار بحرية، وسط تحذيرات من تأثير هذه السياسات على مبدأ حرية الوصول إلى المعلومات.