نساء نيجيريات يكسرن القواعد الاجتماعية ويقتحمن عالم قيادة الحافلات
نساء نيجيريات يكسرن القواعد الاجتماعية ويقتحمن عالم قيادة الحافلات
في شوارع لاغوس الصاخبة بنيجيريا، تقود أماكا أوكولي، البالغة من العمر 38 عامًا، حافلتها التجارية منذ ثلاث سنوات، بعدما فقدت وظيفتها المصرفية.. تبدأ يومها مع أولى ساعات الصباح الباكر، مستفيدة من ساعة الذروة، قبل أن تعود لرعاية أطفالها الثلاثة في المساء.
تقول أوكولي: "كان من النادر رؤية سائقة مركبة تجارية في لاغوس، لكن الأمر بدأ يتغير لأننا في حاجة إلى كسب المال"، وفق فرانس برس.
مهنة شاقة
في مدينة تعتمد على وسائل نقل مكتظة، يشكل قطاع الحافلات الخاصة شريان حياة رئيسيًا للعمال، ووفقًا لدراسة أجرتها هيئة النقل في لاغوس، تُقلّ الحافلات التجارية نحو 10 ملايين راكب يوميًا، ما يجعل المهنة تنافسية وتتطلب صلابة عالية، لا سيما بالنسبة للنساء اللاتي يخضن هذا المجال في نيجيريا.
وتضيف أوكولي: "العدوانية جزء من الوظيفة، لأن السائقين الآخرين قد يحاولون استغلالك عندما يحين دورك في نقل الركاب، خاصة لأنكِ امرأة".
النساء في قطاع النقل
مع التدهور الاقتصادي في نيجيريا، أصبحت العديد من النساء المعيلات الرئيسيات لأسرهن.. ويوضح صامويل أوديوومي، أستاذ التخطيط والنقل في جامعة ولاية لاغوس، أن الأسر لم تعد قادرة على الاعتماد على مصدر دخل واحد، ما دفع النساء إلى اقتحام مجالات عمل كانت سابقًا حكرًا على الرجال.
كما أسهمت الحكومة في تعزيز هذا التوجه، إذ خصصت ولاية لاغوس 20% من وظائف النقل الجماعي للنساء، في خطوة تهدف إلى تمكينهن اقتصاديًا.
نجاح رغم التحديات
إلى جانب الحافلات، تزداد أعداد النساء اللائي يعملن سائقات في تطبيقات الأجرة مثل "أوبر" و"بولت". وتشير فيكتوريا أوييمي، رئيسة جمعية "سيدات على عجلات في نيجيريا"، إلى أن المجموعة بدأت عام 2018 بـ6 سائقات فقط، واليوم تضم أكثر من 5000 عضوة.
ورغم الصعوبات، مثل غلاء الوقود ورسوم المرور المتكررة، تؤكد أوكولي أن المهنة تظل خيارًا أفضل من البطالة، وتقول: "بعد كل المصاريف، لا يتبقى لي سوى 40% من دخلي، لكنه يظل أفضل من لا شيء".