وسط الدمار في غزة.. «جنة» تمنح زوجين الأمل والحياة من جديد
وسط الدمار في غزة.. «جنة» تمنح زوجين الأمل والحياة من جديد
وسط مشاهد الدمار والحزن الذي خلفته الحرب في غزة، وجد رامي العروقي وزوجته إيمان فرحات بصيصًا من الفرح في حياة طفلة يتيمة احتضناها بين ذراعيهما، ففي يناير الماضي، تبنّى الزوجان الطفلة التي لم يتجاوز عمرها خمسة أشهر، ومنحاها اسمًا يعكس مشاعرهما تجاهها: "جنة".
قالت إيمان، وهي تنظر إلى الطفلة ذات العينين الواسعتين والوجه الممتلئ، إنهما طالما رغبا في تبني طفل، بغض النظر عن جنسه أو مظهره، بحسب “فرانس برس”.
وأوضحت: “كل ما أردناه هو أن نمنح الحب والدفء لطفل فقد عائلته، لم يكن الجمال أو لون البشرة أو الشعر أمرًا مهمًا بالنسبة لنا، اخترتُ جنة كما هي”.
أما زوجها رامي، الموظف في السلطة الفلسطينية، فأكد أن فكرة التبني كانت تراودهما منذ فترة، لكنها تعززت بعد أن أودت الحرب بحياة عائلات بأكملها، تاركة آلاف الأطفال اليتامى.
وأشار إلى أن العدد المتزايد للأيتام في غزة جعلهما يشعران بمسؤولية أكبر تجاه هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم فقدوا والديهم.
أطفال بلا عائلات
بحسب تقديرات اليونيسف، فإن نحو 19 ألف طفل في غزة باتوا بلا أهل أو منفصلين عن عائلاتهم نتيجة الحرب، ومنذ اندلاعها في أكتوبر 2023، حصدت أرواح 48,446 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التي تعتمدها الأمم المتحدة.
رغم صعوبة الأوضاع في غزة، تقدم الزوجان بطلبات تبنٍّ لعدة جهات فلسطينية، حتى وصلا إلى منظمة "قرى الأطفال SOS"، التي تدير مراكز للأيتام رغم تدمير مقراتها بفعل القصف، وبعد إجراءات عدة، أصبحا والدين لطفلة غيرت حياتهما تمامًا.
الصغار ليس لهم ذنب
يقول رامي وهو يحتضن الطفلة الصغيرة: "العالم كله خذلنا، لكن يجب علينا ألا نخذل أطفال غزة، هؤلاء الصغار ليس لهم ذنب، إنهم أبناء الحياة".
ورغم ترددهما في البداية، خوفًا من حجم المسؤولية، فإن لحظة دخول "جنة" إلى حياتهما كانت كفيلة بأن تبدد مخاوفهما تمامًا.
وبابتسامة تغمرها السعادة، يقول رامي: "بصراحة، تأرجحنا بين الفرح والقلق، لكن بمجرد أن حملناها بين أيدينا، تحول كل شيء.. لقد جعلت حياتنا جنة حقيقية".