الأمم المتحدة: توقف المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
الأمم المتحدة: توقف المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء قرار إسرائيل تقييد إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، محذراً من تداعيات خطِرة على الأوضاع الإنسانية، حيث أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن هذا القرار سيؤثر بشدة في توفر مياه الشرب بالقطاع، ما يزيد معاناة السكان.
وأشار مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية -في بيان أمس الاثنين- إلى أن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة متوقف منذ تسعة أيام متتالية.
وأضاف: "تشكل المساعدات الإنسانية شريان الحياة لأكثر من مليونَي فلسطيني يعيشون في ظروف لا يمكن تصورها منذ شهور، وتأمين الإمدادات بشكل مستمر أمر لا غنى عنه لبقائهم على قيد الحياة" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وشدد هادي على ضرورة استئناف دخول المساعدات المنقذة للحياة على الفور، محذراً من أن أي تأخير إضافي سيقوّض أي تقدم أُحرز خلال وقف إطلاق النار، كما طالب جميع الأطراف بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ضمان إدخال المساعدات دون عوائق.
إغلاق المعابر ونقص الوقود
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن جميع المعابر المؤدية إلى غزة مغلقة أمام دخول البضائع منذ تسعة أيام متتالية، ما يعطل وصول المساعدات الأساسية.
وأوضح أن معبر كرم أبو سالم ما يزال مغلقاً، ما يؤثر بشدة في عمليات الإغاثة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن نقص الوقود يهدد بوقف عمليات الإغاثة، حيث اضطرت ستة مخابز في خان يونس ودير البلح إلى الإغلاق بسبب نفاد غاز الطهي.
وأكد المتحدث الأممي ستيفان دوغاريك أن برنامج الأغذية العالمي يدعم 19 مخبزاً تعمل بأقصى طاقتها لسد الفجوة.
تحديات في الصحة والتعليم
وأوضح البيان أنه رغم القيود، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من توسيع خدمات الصحة الإنجابية في غزة، حيث تم توفير إمدادات طبية لدعم 5000 ولادة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، كما تم توزيع مجموعات ما بعد الولادة والإمدادات الشتوية لآلاف النساء والفتيات.
أما في قطاع التعليم، فقد افتتحت الأمم المتحدة مزيداً من المدارس، ما أتاح لآلاف الأطفال في شمال غزة ومدينة غزة ودير البلح وخان يونس ورفح فرصة لمواصلة تعليمهم، إلا أن ثلث الأطفال في غزة ما يزالون محرومين من أي شكل من أشكال التعليم.
وفي الضفة الغربية، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن استمرار عمليات القوات الإسرائيلية، إلى جانب اعتداءات المستوطنين على أراضٍ زراعية وآبار مياه في نابلس.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 2000 فلسطيني، نصفهم من الأطفال، نزحوا منذ بداية عام 2023 بسبب تصاعد العنف والقيود المفروضة على التنقل.
ضغوط على الأونروا
بدوره، حذر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، من أن تفكيك الوكالة بشكل مفاجئ سيؤدي إلى تعميق معاناة اللاجئين الفلسطينيين دون حل لقضيتهم.
وأكد أن الأونروا تتعرض لحملة تضليل ممنهجة تصورها كـ"منظمة إرهابية"، وهو ما تسبب في تزايد الضغوط والتهديدات التي يواجهها موظفوها.
وأشار لازاريني إلى أن التشريعات الإسرائيلية الأخيرة لا تستهدف الأونروا فحسب، بل تسعى إلى تقويض أي منظمة تدعو إلى احترام القانون الدولي الإنساني أو الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
كما أكد أن وقف المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى أداة ضغط سياسي أو عسكري يتعارض مع المعايير الإنسانية الدولية.
استقرار المنطقة
تسبب انقطاع الكهرباء في أزمة مياه حادة، حيث توقفت محطة التحلية الرئيسية التي توفر مياه الشرب لنحو 600 ألف شخص، وفي ظل الظروف القاسية، أكد لازاريني أن سكان غزة "يرون مستقبلهم في أرضهم"، محذراً من أن أي محاولة لتهجيرهم قسرياً ستكون بمنزلة تطهير عرقي.
,شدد على أهمية دعم الأونروا لضمان استمرار خدماتها، محذراً من أن انهيار الوكالة سيؤدي إلى فراغ خطِر في الأراضي الفلسطينية، ويؤثر سلباً في استقرار المنطقة بأكملها.
وقال: "حرمان الأطفال من التعليم ومنع الناس من الحصول على الخدمات الأساسية يخلق بيئة خصبة للتطرف، وهو تهديد حقيقي للسلام والأمن الإقليمي والدولي".
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان إسرائيل تشديد القيود على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في سياق الضغوط المتزايدة على حماس ضمن المفاوضات غير المباشرة الجارية بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأدى إغلاق المعابر إلى منع دخول البضائع التجارية والمساعدات الإغاثية، ما أثر بشكل مباشر في عمل الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية.
وتصر إسرائيل على "نزع السلاح الكامل" من قطاع غزة، وخروج حركة حماس من المشهد السياسي والعسكري، وإعادة جميع الرهائن قبل الانتقال إلى أي مرحلة تفاوضية جديدة، في حين تتمسك حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من القطاع، ورفع الحصار المفروض منذ سنوات، بالإضافة إلى إطلاق خطة إعادة إعمار شاملة مدعومة عربياً ودولياً.