من المكسيك إلى الإكوادور.. النساء يواجهن العنف الإلكتروني بتقنيات مبتكرة

من المكسيك إلى الإكوادور.. النساء يواجهن العنف الإلكتروني بتقنيات مبتكرة
النساء يواجهن العنف الإلكتروني بتقنيات مبتكرة

في خطوة لافتة في مجال مكافحة العنف الجنسي عبر الإنترنت، طوّرت شركة تقنية برنامجًا ذكياً يستخدم الذكاء الاصطناعي لدعم الضحايا، مستلهمًا من نضال امرأتين؛ مكسيكية وإكوادورية نجحتا في تغيير القوانين لحماية النساء من الانتهاكات الرقمية.

لم تكن المكسيكية أولمبيا كورال والإكوادورية إيزابيلا نوكيس تعرفان بعضهما البعض عندما واجهتا هجمات إلكترونية مماثلة في عام 2013، فالأولى تعرضت لنشر فيديو خاص بها دون إذنها، بينما نشر شريك نوكيس السابق صورًا حميمية لها على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب فرانس برس.

بدل الاستسلام، خاضت السيدتان معركة قانونية استمرت لسنوات، انتهت بإقرار قوانين لحماية الضحايا في بلديهما، ففي المكسيك، اعتمد قانون "أولمبيا" عام 2021، بينما نجحت إيزابيلا في الدفع نحو تشريع مماثل في الإكوادور، ينص على عقوبات تصل إلى 16 عامًا بالسجن.

الذكاء الاصطناعي لمساندة الضحايا

من هذا النضال وُلدت فكرة "أولمبيا" ("OlimpIA")، وهو روبوت محادثة يقدم دعماً قانونياً ونفسياً عبر تطبيق "واتساب"، مستفيدًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الحالات وتقديم المشورة الفورية.

ويتيح البرنامج للمستخدمين الإبلاغ عن حوادث العنف الرقمي، ويوجههم إلى الخطوات القانونية اللازمة، مثل توثيق الأدلة ورفع الشكاوى الرسمية، كما يوفر مقاطع صوتية تشرح حقوق الضحايا وفقًا للقوانين المحلية في كل بلد.

منذ إطلاقه في سبتمبر الماضي، ساعد "أولمبيا" أكثر من 8000 ضحية في دول مثل المكسيك، كولومبيا، إسبانيا، هندوراس، الإكوادور، بنما، غواتيمالا، وبيرو، كما حظي التطبيق بإشادة دولية، حيث صُنّف من بين أكثر المشاريع ابتكارًا في قمة AI Action Summit 2025 في باريس.

أداة متطورة بلمسة إنسانية

يمتاز "أولمبيا" بتصميمه التفاعلي، إذ يعتمد على 37 نموذجًا برمجيًا تعمل كمستشارين قانونيين وأخصائيين نفسيين، كما يستعين بأنظمة تحليل عاطفي للكشف عن الحالة النفسية للمستخدمين، ما يساعد في تقديم الدعم المناسب وفقاً لاحتياجات كل حالة.

وفي جنوب إفريقيا، جرى تطوير مشروع مشابه باسم "زوزي"، يُوفر دعماً فورياً لضحايا العنف الجسدي والجنسي عبر ميزات مثل زر الطوارئ وتخزين الأدلة الرقمية.

وبحسب الأمم المتحدة، تعرضت 38% من النساء حول العالم لأحد أشكال العنف الرقمي، بينما سجلت المكسيك وحدها 9.7 مليون حالة تنمر إلكتروني في عام 2022، وفي بلد يشهد مقتل 10 نساء يوميًا بسبب العنف، تأتي مبادرات مثل "أولمبيا" كخطوة ضرورية نحو تمكين الضحايا وحمايتهن من الانتهاكات الرقمية المتزايدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية