«واشنطن بوست»: قيود إسرائيلية جديدة تهدد عمل المنظمات الإنسانية بفلسطين
«واشنطن بوست»: قيود إسرائيلية جديدة تهدد عمل المنظمات الإنسانية بفلسطين
وسط تصاعد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، فرضت إسرائيل قيودًا جديدة على عمل المنظمات الإنسانية، تشمل ضوابط على التأشيرات وتسجيل المؤسسات، إضافة إلى مراجعة مواقفها السياسية، في خطوة وصفها حقوقيون بأنها تقليص متعمد لمساحة العمل الإنساني.
بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم السبت، فإن إسرائيل تفرض الآن مراجعات على منظمات الإغاثة الدولية وموظفيها، تشمل التحقق مما إذا كانوا قد دعوا سابقًا إلى مقاطعة إسرائيل، كما تلزمهم بتقديم بيانات كاملة عن موظفيهم الفلسطينيين، وهو ما أثار مخاوف بشأن سلامة العاملين في هذا المجال.
وحذرت منظمات الإغاثة من أن هذه القيود قد تجبرها على وقف عملياتها بالكامل في بعض المناطق الفلسطينية، مشيرة إلى أن ذلك سيقوض -بشكل خطِر- جهودها في توفير الغذاء والرعاية الطبية والخدمات الأساسية.
مطالبات بتدخل دولي عاجل
يؤكد العاملون في المجال الإنساني أن القيود الإسرائيلية غير مسبوقة عالميًا، مطالبين بتدخل دولي عاجل، حيث يقول أحد مسؤولي الإغاثة: "لا نعلم إن كنا سنبقى هنا بعد بضعة أشهر، الوضع محبط للغاية ولا نعرف ماذا سنفعل".
في المقابل، دافع مسؤولون إسرائيليون عن هذه الإجراءات، حيث قال وزير الشتات الإسرائيلي، إن "النظام الجديد يهدف لمنع استغلال العمل الإنساني لتقويض الدولة"، في حين شدد بيان رسمي على أن الرقابة على منظمات الإغاثة ستضمن تنفيذ أعمالها بطريقة تتماشى مع المصالح الإسرائيلية.
لكنَّ منظمات حقوقية ومحامين دوليين يحذرون من أن هذه القيود تتناقض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي، حيث يُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها وسيلة جديدة للضغط على الفلسطينيين وتقليص مساحة العمل الإنساني.
أزمة إنسانية تلوح في الأفق
أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى تراجع خطِر في التقدم الإنساني الذي تحقق خلال الأسابيع الأولى من وقف إطلاق النار، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وقد أدى هذا التوقف إلى شلل شبه كامل في عمل الجمعيات الخيرية والمستشفيات داخل غزة، حيث يكافح السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن، للحصول على الماء والغذاء والخدمات الطبية الأساسية.
في ظل الجمود السياسي، تتمسك إسرائيل بشرط نزع السلاح الكامل من غزة وإقصاء حركة حماس، في حين تشترط الأخيرة انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل، ورفع الحصار، وبدء خطة إعادة إعمار شاملة بدعم عربي ودولي.
ويفاقم هذا التعثر في المفاوضات الأزمة الإنسانية، حيث يتعرض ملايين الفلسطينيين في غزة لخطر كارثة غير مسبوقة بسبب استمرار انقطاع المياه والكهرباء والمواد الغذائية والطبية.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي وتشديد القيود على المنظمات الإنسانية، يواجه سكان غزة واقعًا قاتمًا يهدد حياتهم اليومية، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ ملايين الفلسطينيين من كارثة محققة.