«واشنطن بوست»: أصوات من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تطالب بوقف حرب غزة
«واشنطن بوست»: أصوات من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تطالب بوقف حرب غزة
أدان آلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين، من بينهم طيارون وضباط مظليون وأطباء وعملاء سابقون في جهاز الموساد، استمرار الحرب على قطاع غزة، ونددوا بقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستئناف العمليات العسكرية، مطالبين بإعادة الرهائن وإنهاء الصراع.
ووفقًا لتقرير نشرته "واشنطن بوست"، الاثنين، انطلقت أولى الاحتجاجات العلنية الأسبوع الماضي حين وقّع نحو ألف طيار في سلاح الجو الإسرائيلي، من بينهم جنود احتياط ومتقاعدون، رسالة تطالب القيادة العسكرية بإبرام صفقة مع حركة حماس تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين، حتى لو استدعى ذلك الانسحاب الكامل من غزة.
وواجه الموقعون على الرسالة تهديدًا مباشرًا من الجيش الإسرائيلي، الذي تعهّد بفصل أي جندي يشارك في الحملة، كما هاجم نتنياهو الموقعين، واصفًا إياهم بـ"المتطرفين" الذين يسعون لتقسيم المجتمع من الداخل، لكن الدعوة امتدت كالنار في الهشيم، إذ انضم أكثر من عشرة آلاف إسرائيلي إلى الحملة، من بينهم جنود مظليون وأطباء ومدرسون وأفراد من سلاح الدبابات، ووقّعوا رسائل مماثلة تدعو إلى وقف الحرب.
مطالب بإنقاذ الرهائن
ناشد أور غورين، الطبيب وأحد ضباط الاحتياط الذين خدموا في بداية الحرب، الحكومة، قائلاً: "نحن على حافة الهاوية ولم نعد نحتمل.. الحرب باتت وسيلة لحماية مصالح نتنياهو السياسية".
وأوضح غورين، أنه شارك شخصيًا في الخدمة العسكرية لنحو نصف فترة الحرب خلال الأشهر الستة الأولى، وأنه وزملاءه كانوا يعتقدون أن الهدف الأساسي هو سحق حماس، لكنهم باتوا يرون أن الأهداف العسكرية تحققت منذ وقت طويل.
وتوصلت إسرائيل وحماس في يناير إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أسفر عن تهدئة مؤقتة دامت شهرين، وإطلاق سراح 33 رهينة، من بينهم 25 على قيد الحياة، لكن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المقرر أن تبدأ في مارس، تعثرت بعد أن انسحبت إسرائيل من المفاوضات وأغلقت القطاع بالكامل، ما أدى إلى استئناف الحرب.
وقال غاي بوران، طيار سلاح الجو المتقاعد الذي قاد مبادرة الرسالة الأولى: "شعرنا جميعًا بالتفاؤل حين بدأت المحادثات، لكن بعد أن تراجع نتنياهو عن الاتفاق، أدركنا أن علينا التحرك".
وأوضح أن الرسالة عبّرت عن موقف شريحة واسعة من المتظاهرين الذين ينظمون احتجاجات أسبوعية دعمًا للرهائن.
دعم استخباراتي للمعترضين
وقّع الرئيس الأسبق لجهاز الموساد، داني ياتوم، رسالة دعم مع 250 عميلًا سابقًا، من بينهم اثنان من رؤساء الموساد السابقين، دعت الرسالة الحكومة إلى اتخاذ قرارات شجاعة، محذرة من أن استمرار الحرب يعرض حياة الرهائن والجنود للخطر.
وقال ياتوم، إن طرد الطيارين الاحتياط لن يؤدي إلا إلى تصعيد الغضب الشعبي، وأكد أن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يدرك أن الرهائن في خطر داهم، مضيفًا: "الطيارون لا يرون أهدافهم عند القصف من ارتفاعات عالية، ويجب أن يثقوا بأن من يصدر الأوامر يفعل ذلك لأسباب دفاعية حقيقية".
وتعمّق الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، واستولى على أراضٍ واسعة بهدف إنشاء "ممرات أمنية" في شمال القطاع وجنوبه، في الوقت نفسه، منعت إسرائيل إدخال الوقود والغذاء والدواء إلى غزة لأكثر من شهر، ما أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة.
وأكد عشرات الفلسطينيين، في مقابلات صحفية، أنهم باتوا يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية، في حين أدت موجة التضخم إلى رفع أسعار السلع المحدودة المتاحة خارج قدرة معظم السكان.
انهيار النظام الصحي
حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بدأت تفقد القدرة على تقديم الرعاية بسبب نقص الأدوية والمضادات الحيوية وأكياس الدم، في ظل هذه الأوضاع، واصلت القوات الإسرائيلية قصف الأحياء السكنية ومواقع البنية التحتية المدنية.
ونفذت إسرائيل ما لا يقل عن 224 غارة جوية على مواقع مدنية بين 18 مارس و9 أبريل، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أسفرت تلك الغارات عن مقتل 1613 فلسطينيًا وإصابة 4233 آخرين، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.